Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 17-17)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أفمنْ } مبتدأ واقع على النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، أو عليه أو عليهم ، أو مؤمنى أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام ، والهمزة للإنكار ، والخبر محذوف يقدر بعد قوله { إماما ورحمة } تقديره كمن يرد الحياة وزينتها ، كما تدل عليه الآية قبل ، فإن هذا المبتدأ فيمن أراد الآخرة وأخلص العمل ، أو تقديره كمن كان على ضلال وكفر { كانَ عَلى بيِّنةٍ } بيان وهو القرآن { مِنْ ربِّهِ ويتْلُوه } أى يتبع ذلك الذى كان على بينة { شاهِدٌ منهُ } من ربه وهو جبريل عند ابن عباس ، والنخعى ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، والأكثرين ، فإنه شاهد بصحة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون . وعن مجاهد هو ملك يحفظ للنبى صلى الله عليه وسلم ويسدده ، وقال الفراء هو الإنجيل لأنه متصل بالقرآن لا كتاب بينهما ، وقال على ، والحسن البصرى ، وقتادة هو لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سماه شاهدا ، لأنه يعبر عما فى القلب وعن الوحى ، وهذا على أن من والهاء فى منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الحسين بن الفضل هو القرآن ، لأنه معجز على طول الدهر ، وهذا على أن البينة مطلق الحق والصواب ، أو ما يدل على ذلك غير القرآن من البراهين التى يستدل بها العقل . وقال الحسن بن على ، وابن زيد إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن أمره عند التأمل شاهد بالصدق ، وهذا على أن من واقعة على غيره ، وهاء منه لربنا . وقال جابر بن عبد الله ، عن على إنه وذلك أنه متصل بالنبى صلى الله عليه وسلم إعانة ونسبا فى هاء منه لربنا ، أو لمن إن أوقعناه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويجوز عود هاء يتلوه إلى البينة ، لأنها بمعنى البرهان أو القرآن ، وإنما يجوز عودها للقرآن إن فسرنا الشاهد بغيره ، كجبريل والنبى ولسانه ، فيكون يتلوه بمعنى يقرؤه ، وكالإنجيل وملك فيكون يتلوه بمعنى يتبعه . { ومِنْ قَبْله كِتابُ مُوسَى } مبتدأ وخبره ، والجملة مستأنفة أو معطوفة على الصلة ، والرابط محذوف ، أى إماما له ولغيره ، أى ضابط يتبعه هو بكتاب يشبه كتابه ، ورحمة له ولغيره إذ يصدق القرآن ، والهاء عائدة إلى بينة ، لأن البينة برهان أو قرآن ، أو إلى شاهد ، وقرئ بنصب كتاب عطفا على هاء يتلوه ، فيكون من قبله حالا من كتاب ، وكتاب موسى هو التوراة ، وخصت على أن الشاهد غير الإنجيل للإجماع عليها ، بخلاف الإنجيل فإن اليهود كذبوه . { إماماً } يرجع إليه أهله فى دينهم ، وهو حال من كتاب فى قراءة النصب ، ومن ضمير الاستقرار فى قراءة الرفع { ورحْمةً } على المنزل عليهم ، لأنه صلة إلى خير الدنيا والآخرة { أولئِكَ الَّذينَ } على بينة { يُؤمنُون بهِ } أى بالبينة ، لأن المراد بها مذكرا ، وبالشاهد على أنها أو أنه القرآن ، أو أنه الرسول . { ومَنْ يكْفُر به مِنَ الأحْزابِ } الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة ، وأهل الكتاب ، وسائر الكفرة { فالنَّار موْعِدهُ } أى موضع وعد الله أن يضله لا محالة . { فَلا تَكُ } يا محمد ، والمراد غيره ، أو دم على عدم كونك شاكا ، أو يا من يمكن منه الشك والاستدراك الآتى أنسب بالأول والثالث { فى مِرْيةٍ } وقرئ بضم الميم أى فى شك { مِنْه } أى من البينة أو الشاهد ، على أنها أو إياه القرآن ، أو على أنها مطلق الحق والصواب ، أو من الموعد أو من كون الكفرة موعدهم النار ، والأوجه التى قبلهما أولى ، وعليهما يكون الكلام عائد إلى قوله { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده } كما يعود إليه عليهما ، أو عائد إلى قوله { أفمن كان على بينة } الخ أى ليسا سواء { فلا تك } إلخ أولى قوله { أم يقولون افتراه } والاستدراك الآتى أنسب بهذا . { إنَّه } تعليل مستأنف { الحقُّ مِنْ ربِّكَ } خبر ثان أو حال من الحق { ولكنَّ أكْثَر النَّاس لا يعْلمُونَ } بما أوحينا إليك ، ومنه الموعد المذكور لاختلال نظرهم وقلته .