Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 1-1)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الر } من كتبه إلى قوله { وهو على كل شئ قدير } فى ورقة قلقاس أخضر ، عند طلوع الفجر بمسك وماء ورد ، ثم محاها بماء بئر تلك الساقية التى يسقى منها ذلك القلقاس وشربه ، وفعل ذلك أربعة أيام غدوا وعشيا ، انفتح قلبه ، وتعلم القرآن العظيم ، والعلم ، وسهل له الحفظ وفهم الأشياء العويصة الحكم ، أو البلاغة ، قيل مبتدأ خبره { كِتابٌ } وقيل كتاب خبر لمحذوف ، أى هذا كتاب ، أو مبتدأ نكر للتعظيم خبره الجملة بعده ، وعلى غير هذا فالجملة خبر ثان أو نعت . { أحْكمتْ آياتُه } ركبت تركيبا لا خلل فيه لفظا ولا معنى ، أو منعت من الفساد كقولك أحكمت الدابة إذا وضعت عليها الحَكَمة بفتح الحاء والكاف ، وهو ما يحيط بحنكيها من اللحام ، لتمنعها من الجماح ، أو أحكمت بالحجج والدلائل وقال الداودى ، عن الحسن بالأمر والنهى ، وعنه بالثواب والعقاب ، وعن قتادة أحكمت من الباطل ، وقيل عن التناقض ، وقيل عن النسخ ، فإنه ولو كان فيه منسوخ لكنه قليل . وقال ابن عباس عن أن ينسخه كتاب آخر ، وقيل إن آياته دلائل التوحيد والنبوة والبعث ، ونحو ذلك مما لا ينسخ ، وأن أحكامها أن لا تنسخ ، أو آياته آيات هذه السورة منه ، فإنها ليس فيها منسوخ ، وزعم بعض أنه نسخ بآية السيف { إنما أنت نذير } { والله على كل شئ وكيل } { وقل للذين لا يؤمنون اعملوا } الخ { وانتظروا إنَّا منتظرون } وليس كذلك ، إنما هى معان ثابتة بعد الأمر بالقتال وقبله . وزعم أن قوله { من كان يريد الحيٰوة الدنيا } الخ منسوخة بقوله { من كان يريد العاجلة } الخ ، وليس كذلك ، بل مبين به ، وهما إخبار ، والإخبار لا يدخله النسخ ، ويجوز أن يكون معنى أحكمت جعلت ذات حكم لاشتمالها على الحِكَم النظرية والعملية ، سواء أريد آيات القرآن أو آياته ، والتى فى هذه السورة عداه بالهمزة ، من حكم بضم الكاف أى صار حكيما . { ثمَّ فصِّلَت } بالفوائد ، من العقائد والأحكام ، والمواعظ والأخبار ، ويجعلها سورا ، أو تنزيلها شيئا بعد شئ على النبى صلى الله عليه وسلم ، والتفصيل جعل الشئ فصولا ، أو فصل فيها ما يحتاج إليها العباد ، أى بيِّن قاله مجاهد ، وعن الحسن فصلت بالثواب والعقاب ، وعنه بالأمر والنهى ، وعنه بالحدود والأحكام ، وعن بعض بالحلال والحرام ، والطاعة والمعصية ، وقرأ عكرمة ، والضحاك فصلت بالبناء للفاعل ، أى فرقت بين الحق والباطل ، وقرئ أحكمت آياته ثم فصلت بفتح الهمزة والكاف وإسكان الميم ، وضم التاء ، ونصب آيات بالكسرة وفتح الفاء والصاد ، وإسكان اللام ، وضم التاء ، أى ثم فصلتها ، وثم للترتيب والتراخى ، بالنظر إلى التفاوت بين الأحكام والتفصيل لا بالنظر إلى وقوع الأحكام والتفصيل ، إلا إن أريد أحكامها ضبطها وإتقانها قبل نزولها ، وبتفصيلها تفصيلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لمجرد الترتيب فى الأخبار أو هى بمعنى الواو . { مِنْ لَدُنْ } هو عند ناس أخر نعت آخر لكتاب ، أو خبر آخر ، أو متعلق بفصلت ، أو أحكمت { حَكيمٍ } فى أموره على العموم ، وهو الله سبحانه وتعالى { خَبيرٍ } بأحوال خلقه وما يصلحهم وأعمالهم ، وفى قوله { حكيم } مناسبة لقوله { أحكمت } وفى قوله { خبير } مناسبة لقوله { فصلت } فما أبلغ كلاما أحكمه من هو حكيم ، وفصله من هو خبير بكيفيات الأمور وسرها .