Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 98-98)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يقْدُمُ قَومَه } يسبقهم إلى النار { يَومَ القِيامَةِ } كما كان فى الدنيا قدوة لهم فى الكفر متبوعا ، وكما تقدمهم يوم البحر فاتبعوه حتى أغرقوا { فأوْرَدهُم } جعلهم واردين { النَّارَ } أى داخليها ، جعل تقدمه إلى النار بالقهر ، واتباع قومه له على القهر حتى يدخلوها كإرادة لهم إليها قهرا منه ، كما كان يقهرهم فى الدنيا ، فسماه موردا لهم أى مدخلا إياهم فيها ، والمعنى قيودهم النار ، أو ذكر بلفظ الماضى لأنه لا بد منه ، فكأنه قد وقع ، ويجوز أن ينزل النار لهم منزلة الماء ، فسمى إتيانها وروداً وإتيانها وارداً ، والمتقدم موروداً بضم الميم ، شبهه بالذى يتقدم الناس إلى الماء ليهيئه لهم ، فهو مورود لهم ، وهم بعده واردون . { وبئْسَ الوِرْدُ } مصدر أى الورود { الموْرُودُ } نعت توكيد كليلة ليلاء ، وذلك نوع من نعت التأكيد ، كقولك القيام الذى قمت ، وقد كان يغنى ذكر القيام ، فكأنه قيل الورد الذى وروده ، والمخصوص بالذم محذوف ، أى وردهم ، فإن الورود وصول الماء لتسكين حرارة العطش ، ووردهم هذا ورود نار نلتهب بها الأكباد ، أو بئس الدخول الذى دخلوه هو . ويجوز كون المخصوص المورود على الوجهين ، أى بئس الورد هو الذى وردوه ، ويجوز أن تجعل المورود بمعنى المكان المدخول أو المقصود للماء ، فيجعل هو المخصوص ، أو يقدر المخصوص غيره ، ويجعل هو نعتا ، ولا بد على ذلك من تقدير مضاف ، أى بئس مكان الورد هو المكان الذى وردوه ، أو بئس فكل الورد الذى وردوه هو النار . ويجوز أن يكون الورد جمع وارد ، كالوفد جمع وافد ، والمورود نعت على لفظه بطريق الحذف والإيصال ، والمخصوص محذوف ، أى بئس القوم الواردون والمورود بهم هم ، ومجموع يقدم قومه الآية إيضاح لقوله { وما أمر فرعون برشيد } على أن معناه ما أمره محمود العاقبة أو استدلال عليه ، فإن من هذه عاقبته لا يكون أمره رشدا كقولك زيد خاسر يبيع ما قيمته عشر دنانير بدينار .