Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 10-10)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ قائلٌ منْهُم } هو يهودا ، وكان أحسنهم فيه رأيا ، وأفضلهم وأعقلهم ، وهو القائل { فلن أبرح الأرض } وذلك أنه متصل به سنا ، فكانت منه له شفقة وهو الصحيح ، وقال قتادة ، وابن إسحاق هو روبيل ، وكان أكبرهم سنا ، وهو ابن خالة يوسف ، قال الشيخ هود هو القائل { فلن أبرح الأرض } وقال مجاهد القائل لا تقتلوا هو شمعون ، وكان أعظمهم شأنا . { لا تقْتلُوا يُوسفَ } فإن القتل عظيم { وألقوه } الفعل فعل أمر { فى غَيابَاتِ الجُبِّ } أى المواضع التى يغيب فيها عن أعين الناظرين فى الجب ، وذلك أن الجب كان واسع الأسفل ، فإذا ألقوه فيه سكن أى موضع شاء منه ، فإنما سمى قعر الجب غيابة ، لأنه يغيب ما فيه ، وقرأ غير نافع فى غيابة بالإفراد ، وقرأ فى غير العشرة فى غيابات بالتشديد والجمع ، وقرأ الجحدرى غيبة بالإفراد والتشديد وإسقاط الألف . والجب البئر التى لم تطو ، سميت لأنها قطعت من الأرض مجرد قطع فقط ، دون طى ، قال قتادة هو بئر فى بلاد بيت المقدس ، وقيل بين مصر ومدين ، وقال وهب فى أرض الأردن ، وكذا قال مقاتل ، وزاد إنها على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب عليه السلام ، قيل هو فى وادٍ من أوديتها على قارعة الطريق ، ولا يرى إلا موشحا مظلما يهلك من طرح فيه لسعة أسفله ، إذ لا يمكنه الصعود ، وكان صالحا ، وقيل ألا يكون فيه ماء ، وكانت فيه حيات يهلكن من دخله ، وهو من حفر سام ابن نوح يسمى جبّ الأحزان ، وكان معروفا يرد عليه كثير من المسافرين ، وقيل حفره شداد بن عاد . { يلْتقِطُه بَعضُ السَّيارةِ } جمع سيار ، وهو من يكثر السير بالطريق كذا قيل ، قلت بل هو اسم جمع ، وذلك الالتقاط هو علة الأمر بالطرح فى غيابات الجب ، ولذلك جزم فى جوابه ، فإذا التقطه بعض السيارة ذهب به إلى ناحية فتسلموا من قتله ، وتستريحوا منه ، وقرأ الحسن البصرى تلتقطه بالتاء المثناة أوله ، قال ابن هشام أنث المضاف لتأنيث المضاف إليه ، وساغ ذلك لصلة الاستغناء بالمضاف إليه كما قال ، ونظر للمعنى فإن بعض السيارة سيارة والالتقاط الأخذ . { إنْ كُنتُم فاعِلينَ } التفريق بينه وبين أبيه ، أو إن كنتم فاعلين به ضرا ، أو إن كنتم عاملين بمشورتى ، وجواب إن محذوف دل عليه ألقوه ، أو لا تقتلوا وألقوه ، أى إن كنتم فاعلين للتفريق أو للضر ، أو بمشورتى فألقوه فى غيابات الجب ، أو فلا تقتلوه وألقوه الخ ، ويحتمل أن يكون قائل ذلك مشفقا عليه ، راحما له ، أى لا تفعلوا شيئا من تفريق وإضرار ، وإن كنتم فاعلين ولا بد فأقوه فى غيابات الجب . وروى أن جماعة من الأعراب ألتقطوه وستأتى قصة التقاطه ، فلما أجمعوا على التفريق بين يوسف وأبيه ، توصلوا إليه بضرب من الحيل ، بأن يدخلوا على يعقوب ويكلموه فى إرسال يوسف معهم إلى البرية ، قال روبيل إن أباكم لا يأمنكم على يوسف ، ولكن انطلقوا بنا إلى يوسف حتى نلعب بين يديه ، واذا رآنا كيف نلعب ونمرح فاشتاق إلى ذلك رضى بالخروج معنا ، فيطلب من أبينا ذلك . فأقبلوا على يوسف وهو قاعد يسبح ، فجعلوا يتلاعبون ويتناضلون بين يديه ، فلما رأى يوسف ذلك اشتاق إلى اللعب معهم ، فأقبل عليهم وقال يا إخوتاه هكذا تفعلون فى مراعيكم ؟ قالوا نعم يا يوسف إنك لو رأيتنا فى مراعينا ، لتمنيت أن تكون معنا ، فشوقوه إلى ذلك حتى كان هو الطالب لذلك ، فقال لهم يا إخوتاه انطلقوا إلى أبى فاسألوه أن يرسلنى معكم ، فأقبلوا على يعقوب وصفُّوا بين يديه صفوفا ، وكانوا يفعلون ذلك إذا أرادوا أن يسألوه حاجة ، فلما رآهم بين يديه صفوفا قال لهم ما حاجتكم ؟ فذكروا له ما حكى الله عنهم بقوله قالُوا يَا أبانَا مالَكَ …