Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 9-9)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ اقْتلُوا } إلى آخره من جملة المحكى بقوله { إذ قالوا } أطبقوا على قتله إلا من قال لا تقتلوا يوسف ، وقيل الآمر بالقتل شمعون ، وقيل دان ، والباقون راضون ، فجعلوا الأمرين ، وقيل إن الآمر بقتله أجنبى شاوروه فهو محكى بقول محذوف ، أى قيل اقتلوا الخ وهو ضعيف ، وربما دللـه تقييد القائل لما كان منهم بقوله { منهم } إذ قال قال قائل منهم لا تقتلوا ، وروى أنهم تشاوروا فى دار روبيل وتحدثوا . { يُوسفَ أو اطْرحُوهُ أرضاً } ظرف مكان مبهم ، وهو ما ليس له حد يحصره ، ولا أقطار تحويه ، وإنما يقبل النصب على الظرفية من أسماء المكان ما كان كذلك ، وقيل هو منصوب على نزع الخافض ، وهو فى حد قولك فى الشعر أو النادر مررت زيدا والأول أولى لوجود شرط النصب على الظرفية المكانية ، وهو الإبهام ، لأن المراد قطعة مجهولة بعيدة من العمران ، وذلك وجه التنكير وعدم وصف . { يَخْلُ } جواب الأمر { لكُم وجْهُ أبِيكُم } أى يخل لكم أبوكم ووجه الشئ نفسه ، تقول فعلت كذا لوجه الله ، أى لله بنفسه ، فإذا قتلناه أو طرحناه أرضا فافترسه سبع أو مات فيها فيئس منه تمحض لنا أبونا ، وخلصت محبته لنا ، ولم يشاركنا فيها يوسف ، فضلا عن أن يذهب بمعظمها كما كان ، أو أرادوا أيخلوا وجهه لهم إقباله عليهم وحدهم ، فكنوا بالوجه عن الإقبال ، لأن الإقبال يكون بالوجه ، وقيل يفرغ لكم من اشتغاله يوسف وما صدق ذلك كله واحد . { وتَكُونوا مِنْ بَعْده } أى من بعد يوسف ، أى من بعد كفايته بالقتل أو الطرح ، أو الهاء عائدة إلى القتل أو الطرح المفهوم من اقتلوا واطرحوا ، أى وتكونوا من بعد فعلكم به إحدهما ، أو الخلو المفهوم من يخلُ ، وحذف النون جزما بالعطف على يخلُ أو بالنصب بإضمار أى بعد واو المعية فى جواب الأمر ، لجواز المجئ بجوابين أحدهما حال من الواو والفاء مجزوم ، والآخر مقرون بأحدهما منصوب ، وذلك فى جواب الطلب ، أو النصب عطف على مصدر متوهم ، أى إن فعلتم ذلك يحصل خلو وجه أبيكم لكم ، وكونكم من بعده الخ . { قَوماً صَالحينَ } بأن تتوبوا إلى الله مما فعلتم من قتله أو طرحه ، قال بعضهم مهدوا التوبة من الذنب قبل مواقعته ، وقيل تكونوا صالحين مع أبيكم لعذر تمهدونه ، وبه قال مقاتل ، وفى أمر دنياكم ، فإنه ينتظم لكم بعده .