Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 2-2)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّا انزلناهُ } أى الكتاب ، سواء فسرنا بالقرآن أو بالسورة ، وعلى الأول فلا إشكال فى قوله { قُرآنا عَربيّاً } وعلى الثانى فوجهه أن القرآن فى الأصل اسم جنس إفرادى ، ويطلق على القليل والكثير ، كالعسل واللبن ، والسكر والماء والزيت ، لأنه مصدر ، ثم سمى به التنزيل . وكان علما للغلبة ، فقد يبقى على أصله ، وقد يخرج ، وقرآنا حال ولو كان جامدا ، لأنه وصف بما نزل منزلة المشتق ، فإن الاسم مع ياء النسب بمنزلة المشتق ، والحال الجامدة الموصوفة بمشتق ، أو بمنزل منزلته تسمى موطئة بكسر الطاء ، لأنها ذكرت توطئة للنعت بالمشتق أو شبهه ، قاله ابن هشام . وقال ابن باب شاذ الصفة والموصوف كشئ واحد ، فكان الموصوف الذى هو حال شبيها بالمشتق لوصفه بما ، فنزل منزلة المشتق ، فالصفة هى الموطئة ، قاله بمعناه ، وعليه جرى القاضى ، أو وقع حالا كأنه بمعنى مفعول أى مقروءاً ، فهو من المصادر الواقعة فى معنى اسم مفعول ، وعليه ، فعربيّاً حال ثانية مترادفة ، أو حال من الضمير المعتبر فيه من حيث إنه بمعنى مفعول متداخلة ، وقيل لا يعتبر فيه ضمير ، لأن لفظه مصدر ، وقيل نعت لقرآن بمعنى مقروءاً ، وقيل اسم الفاعل واسم المفعول ونحوهما ، وما بمعنى ذلك لا يكون منعوتا ، وقيل لا تعدد الحال بترادف وهو ضعيف . { لَعلَّكم تعْقِلُون } تقيمون معانيه ، لأنه بلغتكم ، وتستعملون فيه عقولكم ، وسواء فى ذلك أريد بإنزاله إنزاله مفردا أو مجموعا ، أو أريد خصوص السورة فى هذا المقام ، وكانت قصة يوسف عند اليهود بالعبرانية ، فبذلك يعلمون أن اقتصاص مثل ذلك ممن نشأ فيهم عربيّاً ، ولم يتعلم القصص ولا لغة العجم ، ولا درس الكتب ، معجز لا يتصور إلا بإيحاء ، وعن ابن مسعود رضى الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوا ملة فقالوا لو قصصت علينا يا رسول الله فنزل { نحنُ نقصُّ عَليْكَ … }