Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 3-3)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ نحنُ نقصُّ عَليْكَ أحسْنَ القَصَصِ } الآية ، ثم ملوا ملة أخرى فقالوا حدثنا يا رسول الله فنزل قوله { الله نزل أحسن الحديث } الآية . وقال سعيد بن جبير فى رواية مقاتل اجتمع الصحابة إلى سلمان فقالوا حدثنا عن التوراة فإنها حسنة ، حسن ما فيها ، فنزل { نحن نقص عليك أحسن القصص } يعنى إنما فى القرآن أحسن مما فى التوارة ، وروى مثل ما مر فى رواية ابن مسعود ، وعن سعد بن أبى وقاص لكن آخر آية هذه السورة ، وزاد سعد ثم قالوا يا رسول الله لو ذكرتنا ، فنزل { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } والقصص بفتحتين اسم لم يقص ، أو مصدر بمعنى اسم مفعول ، أو هو مصدر ناطق على المصدرية ، وعلى كل وجه فهو من قص الأثر بمعنى اتبعه شيئا فشيئا ، كما يقال تلى القرآن بمعنى تتبعه شيئا فشيئا ، وكان متصلا به يقرؤه ، وقد بين الله سبحانه وتعالى الخير شيئا فشيئا ، وأتى به على وجهه ، والمراد إخبار الأمم الماضية فيما قاله قتادة . وقيل المراد هنا قصة يوسف عليه السلام ، وعلى البقاء على المصدرية ، فالمعنى أحسن الاقتصاص ، لأنه على أبدع طريق ، وأعجب أسلوب ، ألا ترى أن الحديث واحد ، ولا يدخل فى قلبك إذا سمعته من كتب الأولين أو من غير القرآن مطلقا دخولا كدخوله فيه إذا سمعته من القرآن ، وأحسن مفعول مطلق ، إضافته للمصدر . وأما على كونه بمعنى اسم مفعول أو اسما لما يقص فالمعنى أحسن ما يقصه قاص لتضمنه عبرا ونكتا ، وحكما وعجائب ، وفوائد دينية ودنيوية ، وسير الملوك والمماليك ، والعلماء والصالحين ، والأنبياء ، الفقه والرؤيا وتعبيرها ، وأدب السيالفة ، ومكر النساء ، والصبر على أذى الأعداء ، والعفو بعد القدرة ، وغير ذلك مما فى هذه السورة ، أو مما فيها ومما فى غيرها ، وأحسن مفعول به ، ويجوز عندى على هذا الوجه كونه مفعولا مطلقا ، لجواز نيابة اسم الشئ عن المصدر ، إذا اتفقت مادته ومادة العامل لفظا ومعنى ، أو معنى . وقيل قال أحسن القصص لحسن محاورة يوسف إخوته ، وصبره وعفوه ، وقيل لأن فيها حكما وعبرا وعجائب ولطائف لم تتضمن قصة مثل ما تضمنته هذه ، وقال أهل الإشارة ، لأن فيها ذكر الحبيب والمحبوب ، وقيل أحسن بمعنى حسن . { بما أوحَيْنا إليكَ } ما مصدرية ، أى بإيحائنا إليك ، والباء للإمالة متعلق بنقص ، وقيل سببية { هَذا القرآنَ } مفعول أوحينا ، إذا جعلنا أحسن مفعولا به لنقص ، أو قدرنا له مفعولا ، أى نقص عليك أخبار الأمم ، أو قصة يوسف أحسن الاقتصاص ، وإلا تنازعه نقص وأوحينا ، ويجوز كون ما موصولة اسمية أو موصوفة ، والرابط محذوف ، فيكون هذا القرآن مفعولا لنقص ، كأنه قيل نحن نقص عليك هذا القرآن أحسن الاقتصاص بما أوحيناه إليك . { وإنْ } مخففة من الثقيلة { كُنتَ مِنْ قبَلهِ } أى من قبل ، الإيحاء على أن ما مصدرية ، أو من قبل ما أوحينا إليك على أنها اسم ، أو من قبل القرآن ، أو من قبل الكتاب ، سواء فسرناه بالسورة فيكون المراد بالغفلة المذكورة بعد هذه الغفلة عما فيها ، أو فسرناه بالقرآن فيكون المراد بها الغفلة عن القصص مطلقا ، كما فى باقى الأوجه ، وقيل الضمير للقصص بفتحتين فيحتمل الوجهين فى الغفلة على الخلق فى أحسن القصص ، هذا المراد المطلق للقصات أو قصة يوسف . { لمنَ الغَافِلينَ } لم تسمع هذه القصة أو سائر القصص ، ولم تخطر بباله ، وذلك كناية عن الجاهلين بهن وهن أحسن من التعبير بلفظ الجهل ، والجملة قيل تعليل لكون القرآن ، أو ما يقص موحىً ، واللام فى قوله { لمن } فارقه بين أن النافية وأن المخففة .