Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 32-32)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالت } زليخا لهؤلاء القائلات { امرأة العزيز تراود } إلى آخره { فَذَلكنَّ } الفاء عاطفة لكلامها على كلامهن الذى هو { حاش لله } إلى آخره ، أو رابطة لجواب شرط المحذوف ، والإشارة إلى يوسف ، وأشارت إليه بإشارة البعيد لأنها قالت بعد ذهابه عنهن وغيبته ، أو قالت ذلك وهو حاضر تنزيلا لعلو شأنه فىالحسن منزلة بعد المسافة الحسية ، أو أشارت إليه باعتباره فى قولهن تراود فتاها ، وعلى الأولين اسم الإشارة مبتدأ والخبر هو لفظ الذى قوله { الَّذِى لمتنَّنِى فيه } وعلى الأخير اسم الإشارة خبر المحذوف ، والذى نعت أو بيان أو يدل ، أى هو ذلك العبد الكنعانى الذى لمتننى فيه حين لم تشاهدنه ، والكاف حرف خطاب ، والنون المدغمة بدل من ميم مطلق الجماعة ، والمفتوحة علامة على أن الجماعة إناث ، وقيل النونان علامة على ذلك ، وضمت الكاف لوقوعها قبل النون القريبة من الواو وقيل النون المبدلة من الميم التى هى أقرب إلى الواو ، وكذا التاء هى ضمير فى المعنى ، وأصلهما الكسر ، وليس اللوم مختصا بعتاب الحضور ، ولذلك سمت قولهن فى غيبتها يوما . { ولَقَد رَاودْته عَن نفْسه فاسْتَعصم } أى طلب العصمة بنفاره ، أو من ربه ، أو عالجها بجهده ، فالسين والتاء للطلب أو للتأكيد ، قال الصفاقصى تفسير استعصم باعتصم ، أى امتنع ، أو المراد لا يلزم من طلب الشئ حصوله ، قلت لا إشكال لظهور أن المراد طلب العصمة فنالها ، أقرت لهن بالمراودة لزوال الحياء عنها بفعلهن حين رأينه أكبر ما فعلت فى رؤية واحدة ، فهن يعذرنها ، وليعاونَّها على إلانة عريكته . { لَئنْ لَم يفْعَل مَا آمرُهُ } هذه الهاء رابطة للصلة بالموصول على نزع الخافض ، أى ما آمر به إياه ، فإياه به ، فهى مفعول به بواسطة الجار ، والمفعول الصريح محذوف ، أى ما آمره إيا عائد ليوسف ، واو ذكر الجار الأوصل ضمير يوسف وقدمه ، أى ما آمره به ، وذلك أولى من أن تجعل الهاء المذكورة ليوسف ، والرابط محذوف أى ما آمره به ، ويجوز كون ما مصدرية ، فالهاء ليوسف ، فيقدر مضاف ، أى موجب أمرى إياه بفتح الجيم أو مقتضى أمرى إياه . { ليُسجننَّ وليكُوناً } بكتابة نون التوكيد الحقيقية ألفا ، لأنها تقلب الألف فى الوقف ، كما يكتب التنوين بعد النصب ألفا ، لأنه يبدل ألفاً فى الوقف نحو أكرم الله زيدا ، وقرأ ليكونن بنون التوكيد الشديدة ، وهو مخالف للخط ، لأن الشديدة لا تبدل فى الوقف ألفا فلا تكتب ألفا . { مِنَ الصَّاغِرينَ } من الأذلاء المهانين ، وهو من صغر بكسر العين صغر بفتحها ، توعدته بذلك وهو يسمع فى الحضرة ومن زاوية البيت ، وقيل المعنى أجعله فقيرا حقيرا بنزع ما عليه من الثياب ، وسلبت ما وهب له من الأموال . وروى أنه لما راودته فامتنع ، قالت يا يوسف فضحتنى لأسلمنك المعذِّبين يعذبونك حتى يتسلل جسمك ، كما سللت جسمى ، فقال لها إن كنت احتقرتنى لغربتى فالله حسبى ونعم الوكيل ، ولما دعتهن للضيافة فرأينه وقطعن أيديهن ، وعذرنها فلن لها إن شئت راودناه لك ، فقالت نعم ، فجعلت كل واحدة منهن تدعوه لتراوده لزليخا بحسب الظاهر ، فإذا حضر جعلت تدعوه لنفسها وتشتكى إليه بوجدها وشوقها إليه ، فقال يا رب كانت واحدة وصرن جماعة ، فلدعائهن إياه إلى أنفسهن قال ما ذكر الله سبحانه وتعالى عنه بقوله { قالَ ربِّ السِّجْن … }