Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 31-31)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلمَّا سَمِعتْ بمكْرهنَّ } أى بقولهن المذكور ، وسمى مكرا لأنهن قلنه فى خفية عنها ، وهو ضرر لها ، كما أن المكر يخفى وهو مضر ، وقيل لأنها قد ذكرت لهن أمرها واستكتمتهن إياه فأفشينه ، وقيل لأنهن قصدن بذلك رؤية يوسف ، وقد وصف لهن بالجمال الفائق ، فأظهرن تخطئتها فى عشق عبد إزراء به فى الظاهر ، لتستظهر عليهن بإرأتهن إياه ، وظاهر بعضهم أنه مروى عن ابن عباس . { أرْسلتْ إليهنَّ } رسلا يدعوهن للضيافة ، وتريد أن تقيم العذر لنفسها ، صنعت طعاما ، ودعت أربعين امرأة شريفة منهن هؤلاء اللاتى قلن امرأة العزيز تراود فتاها الخ ، وعن وهب أنها ادعت سبعا وأربعين امرأة ، وقيل دعت عشرة نسوة ذوات الأزواج من بنات الملوك ، وعشرا عذارى من بنات الملوك ، فذلك عشرون ، منهن هؤلاء القائلات . وروى أنها أمرت جاريتها أن تدعوهن ، وزينت بيتها بأنواع الزينة ، وبسطت فرشا من ديباج مذهب ، ونصبت الكراسى من الزمرد الأخضر ، واليقاوت الأحمر ، والذهب والفضة ، وقالت لها جاريتها يا سيدتى قد وقعن فى عرضك وأنت قد أعددت لهن ذلك ؟ قالت نعم إنى لأعذبهنَّ برؤية يوسف أعرضه عليهن حتى يرينه كلهن ، ثم أحجبه عنهن حتى يمتن من عشقه . { وأعْتَدتْ } أحضرت هو من عتد بمعنى حضر ، دخلت عليه همزة العدية { لهنَّ مُتَّكئاً } اسم مفعول على الحذف والإيصال ، أى متكأ عليه أى ما يتكئ عليه من الوسائد ، وما يستند عليه ليتكئن أو يستندن . قال ابن عباس ، وابن جبير ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد المتكأ ، وسمى الطعام متكأ لأنهم كانوا يتكئون للطعام والشراب تترفا ، ويعدون لمن دعوه للطعام ما يتكئ عليه ، ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال " لا أكل متكئا " فسمى باسم ما يجاوره ، حتى أنهم يقولون اتكاؤنا عند فلان ، أى طعمنا عنده . وقيل المتكأ مجلس الطعام ، وقيل طعام يجز بالسكين ، سمى لأن القاطع يتكئ عليه بالسكين ، وقرأ الحسن متكاء بالمد للإشباع ، وقرئ متكى ، بإبدال الهمزة ألفا ، وقرأ ابن عباس فى رواية وغيره متكأ بإسكان التاء فقيل هو الأترج لعلها أهدت أترجة على ناقة ، وكأنها الأترجة التى ذكرها أبو داود فى سنته ، أنها شقت بنصفين ، وحملا كالعدلين على جمل ، فإن الأترجة يقال لها متكة ، وقيل كل ما يقطع بالسكين من الطعام ، وقرئ متَّكاً بالتشديد والتنوين على الكاف ، وعليها الإعراب من متك الشئ بتشديد يمتكه أى قطعه ، أى أحضرت لهن ما يحتاج للقطع ، وعن وهب أعدّت أترجا وموزا وبطيخا ، وقرأ الأعرج متكأ بفتح الميم وإسكان التاء من تكأ يتكأ بمعنى اكتكى ، أى موضع اتكاء . { وآتتْ كلَّ واحِدةٍ منْهنَّ سِكيناً } خنجراً ، وكان من عادتهم أن يأكلوا اللحم والفواكه بالسكين ، وروى أنها أعطت لهن الشراب ، والأترج ، والرمان ، والخمر ، والخبز ، والحوار فيه اللحم المدقوق ، والبيض ، والبقول ، على فرش ومساند حشوها الريش ، وأعطت كل واحدة سكينا لقطع الأترج . قيل وكان يسمى بالقبطية متكا ، وعن زيد أنها أعطت كل واحدة صحيفة من عسل وأترجة وسكين حاد ا هـ . وقالت لا يخفى عليكن ألا ما قطعتن لفتاى يوسف إذا جاء ؟ فقلن نعم ، وكان فى بيت آخر قد زينته بكل زينة . { وقالَتْ اخْرُجْ عَليهنَّ } يا يوسف ، فخرج كالبدر ليلة الكمال من حسنه وجماله ، يهتز كأنه عرج من جنة الخلد ، روى أنها قالت ما حقى عليكن ؟ فقلن أنت سيدتنا ، الكبيرة والمطاوعة فينا ، نسمع لك ونطيع ، فقال فحقى عليكن إذا خرج إليكن يوسف فتاى ، أن تقطعن له مما فى أيديكن وتعطينه يأكل إذا خرج عليكن ، فقلن حبّا وكرامة . فأقبلت على يوسف وقالت أطعنى اليوم واعصنى أبدا قال أما ما لا يكون فيه سخط ربى فلا أبالى ، فقالت دعنى حتى أزينك ، وإن كنت مزينا ، قال اصنعى ما بدا لك ، فرصعت ذوائبه بالياقوت ، وكللت جبينه بالدر ، وألبسته قباء أخضر ، ومنطقة من ذهب ، ووضعت منديلا من السندس على عاتقه ، وكأسا من ذهب فى يده ، ووضعت التاج على رأسه ، والإكليل على جبينه ، وألبسته قميصا مرصعا بالدر والياقوت ، ومنطقته بمنطقة من ذهب ، ونعلته بنعلين من در منسوج ، وطيبته وأرسلت ذؤابتين على كتفيه وأمرته بالخروج عليهن ، وكل واحدة منهن على سرير تقطع الأترج أو نحوه ، وقيل قالت لهن لا تقطعن حتى أمركنّ فخرج عليهن . { فلمَّا رأينَه أكْبرنَه } عظمنه جميعا ، وهابت كل واحدة منهن حسنة الفائق ، وكان فضل يوسف على الناس فى الجمال والحسن ، كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء . وعن أبى سعيد الخدرى ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " مررت بيوسف الليلة التى عرج بى إلى السماء فقلت لجبريل من هذا ؟ فقال يوسف " فقيل يا رسول الله كيف رأيته ؟ قال " كالقمر ليلة البدر " ومن حديث الإسراء " ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ففتح لنا ، فإذا بيوسف عليه السلام ، وإذا هو قد أعطى شطر الحسن ، فرحب بى ودعا لى بخير " . قال إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة كان إذا سار فى أزقة مصر تلألأ وجهه على الجدران كما يرى نور الشمس من السماء عليها ، وقيل ما كان أحد يستطيع وصف يوسف ، وقيل كان يشبه آدم يوم خلقه الله تعالى قبل أن يصيب الخطيئة ، وقيل ورث الجمال من جدته سارة . قال كعب الأحبار رضى الله عنه إن الله تعالى مثل لآدم ذريته بمنزلة الذر ، فأراه الأنبياء نبيا نبيا ، فأراه فى الطبقة السادسة يوسف متوجا بتاج الوقار ، ومتآزرا بحلة الشرف ، مترديا برداء الكرامة ، متقمصا بقميص البهاء ، وفى يده قضيب الملك ، وعن يمينه سبعون ألف ملك ، وعن يساره سبعون ألف ملك ، ومن خلفه أمم الأنبياء ، لهم زجل بالتسبيح والتقديس ، وبين يديه شجرة السعادة تزول معه حيث زال ، فلما رآه آجم قال إلهى من هذا الذى أبحت له بحبوحة الكرامة ، ورفعت له الدرجة العالية ؟ قال الله تعالى هذا ابنك المتوج يا آدم انحله ، قال أنحلت له ثلثى حسن ذريتى ، ثم ضمه إلى صدره وقبله بين عينيه ، وقال يا بنى لا تأسف فأنت يوسف . فأول من سماه يوسف آدم ولما عصى نزع منه الجمال كله ، فلما تاب رد له الثلث وتوارثه أولاده قسما بتفاوت إلا يوسف فله الثلثان الباقيان ، وكان كضوء النهار على الليل أبيض اللون ، حسن الوجه ، جعد الشعر ، مستوى الخلق ، غليظ الساقين والعضدين والساعدين ، أخمص البطن ، أقنى الأنف ، صغير الصفرة ، بخده الأيمن خال أسود يزين وجهه ، وبين عينيه شامة بيضاء ، وكانت أهداب عينيه تشبه قوام النون ، إذا تبسم رأيت النور من ضواحكه ، وإذا تكلم رأيت فى كلامه شعاع النور ، يتبين من ثناياه ، ولا يقدر بنو آدم ولا أحد على وصفه . ويقال إنه ورث الحسن من جده إسحاق ، وكان إسحاق أحسن الناس ، وإسحاق بالعبرانية الضحاك ، وإسحاق ورث الحسن من أمه سارة ، لأن الله تعالى صورها على صورة الحور العين ، ولكن لم يعطها صفاءهن ، وسارة وثرت الحسن من جدتها حواء ، وكان يوسف يأكل البقول والفواكه ، فترى فى حلقه وصدره حتى تصل بطنه . وقال وهب الحسن عشرة أجزاء ليوسف تسعة ولسائر الخلق واحد ، قال عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هبط علىَّ جبريل وقال لىيا محمد إن الله تعالى يقول لك كسوت حسن وجه يوسف من نور الكرسى ، وكسوت نور وجهك من نور عرشى " . قيل لحكيم يوسف أحسن أم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فقال يوسف أحسن الناس ، ومحمد صلى الله عليه وسلم أحسن الخَلْق ، ويناسبه حديث جابر بن عبد الله قال نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء ، ونظرت إلى القمر ليلة البدر فهو أحسن فى عينى من القمر . وقيل معنى أكبرنه حضن له ، فالهاء على نزع الخافض ، يقال أكبر المرأة إذا حاضت ، لأنها تخرج من الصغر بالحيض ، فمعنى أكبرنه حضن لأجله من شدة اشتهاء الجماع ، ويجوز على تفسير الإكبار بالحيض رجع الهاء إلى المصدر ، فلا يقدر جار ، ولا يجوز أن تكون للسكت ، لأن هاء السكت لا تحرك ، وادعاء تحركها بنية سكون الوقف تكلف ، وكون أكبرن بمعنى حضن رواية عن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، قال حضن من الفرح وأنكر الزجاج صحة أكبرت بمعنى حاضت ، ولما رأينه رمن أن يقطعن الأترج أو نحوه له ، أو لأنفسهن ، أو رأينهن وهن يقطعن فصرن يكثرن القطع فى أيديهن دهشا منه ، كما قال الله سبحانه وتعالى { وقَطَّعْن } بالتشديد للمبالغة { أيْديهنَّ } وحسبن أنهن يقطعن نحو الأترج ، ولم يحسسن الألم لشغل قلوبهن به ، واختلط دم الأيدى بدم الحيض على القول بأن أكبرن بمعنى حضن ، ولم تبن أيديهن بالقطع ، بل بقيت متصلة على الصحيح . وقال قتادة فصلن الأيدى بالقطع ، وفى ذلك مكر بهن تبكيتا لهن بما فعلن برؤيته مرة واحدة ، وتجبيلا لهن إذا انتبهن ، ومكر به بتهويل الأمر عليه إذا خرج وهو صغير على أربعين نسوة مجتمعات فى أيديهن الخناجر ، توهمه أنهن يثبن عليه بالخناجر مع من ضم إلى ذلك من رؤيته لهن يقطعن أيديهن ولا يتألمن ، فكأنهن نساء من الجن ، ولم يخف شيئا من ذلك ، ولم يؤثر به ، بل علم أن ذلك دهش منهن به . { وقُلْنَ حَاشَ اللّهِ } بغير ألف بعد الشين وصلا ووقفا ، وقرأ أبو عمرو هنا وفيما يأتى بالألف وصلا ، وإذا وقف حذفها اتباعها للخط ، وروى ذلك عن اليزيدى أبو عبد الرحمن ، عن أبيه ، وأبو حمدون ، وأحمد بن واصل ، وأبو شعيب من رواية أبى العباس الأديب عنه ، والأصل إثبات الألف ، ولكنها حذفت تخفيفاً وهو حرف يفيد معنى التبرئة لا فعل ، ولكنه وضع موضع قولك تنزيها لله ، حتى أن اللام بعده للبيان لعمل اللام ، وأما حاش فلم تعمل هنا ، وساغ ذلك لتنزيله منزلة المصدر كتنزيها ، ولهذا لحقها التنوين أيضا مع أنها حرف فى قراءة أبى الشمائل حاشا لله ، وقرأ ابن مسعود حاش الله بلا تنوين ولا لام ، فيكون حاش جارا للفظ الجلالة ، منزلا معه منزلة قولك تنزيه الله ، وبراءة الله ، سبحانه الله . وقرأ الأعمش حشى الله بإسقاط الألف الأولى وإثبات لام الجر ، والحكم ما هو وقرأ حاش لله بإسكان الشين ، حذفت الهمزة تبعا لحذف الألف وهو ضعيف لالتقاء الساكنين على غير حدة ، وقرئ حاشى الإله بألفين . وإن قلت ما معنى تنزيه الله هنا ؟ قلت المراد تنزيهه عن صفات العجز ، وفى ذلك أيضا تعجب من قدرته تعالى على خلق مثل يوسف ، وقيل المراد حاش يوسف لطاعته لله ، او لمكانه من الله أن يرمى بما رمته به لأن هذا من فعل البشر وليس منهم . قال ابن هشام حاش فى الآية الآتية تنزيهية ، وأنها عند المبرد وابن جنى والكوفيين فعل للتصرف فيها بالحذف ، ودخولها على اللام ، وأن المعنى جانب يوسف المعصية لأجل الله ، ويضعف ذلك أن هذا التأويل لا يتأتى فى { حاش لله ما هذا بشر } وأن التصرف بالحذف والدخول على اللام إنما ينفيان الحرفية ، ولا يثبتان الفعلية ، والصحيح أنها اسم مرادف للبراءة من كذا ، بدليل قراءة بعضهم حاشا الله بالتنوين كما يقال براة الله من كذا ، أى فهى مفعول مطلق ، وعلى هذا فقراءة ابن مسعود حاش الله بالإضافة كمعاذ الله ، وليس جارا ومجرورا كما توهم ابن عطية ، لأنها إنما تجر فى الاستثناء ولتنوينها فى القراءة الأولى ، ولدخولها على اللام فى قراءة السبعة والجار لا يدخل على جاره . قلت قد مر الجواب قبل هذا التعليل ، قال وإنما ترك التنوين فى قراءتهم لبناء حاش لشبهها بحاش الحرفية ، وزعم بعضهم أنها اسم فعل معناه أتبرأ أو برئت ، وحامله على ذلك بناءها ، ويرده إعرابها فى بعض اللغات انتهى . وقيل فى قراءة حاشى الله بألفين بلا تنوين أن حاشى فعل من الحشا الذى هو الناحية وفاعله ضمير يوسف ، أى صار فى ناحية الله مما يتوهم . { ما هَذا بَشراً } آدميا ، عملت ما عمل ليس لمشاركتها فى نفى الحال ، وذلك لغة الحجازيين ، وقرأ ابن مسعود برفع بشر بالإهمال ، على لغة تميم ، وقرئ ما هذا بشرى بكسر الباء وبالقصر ، لكن حذفت الألف نطقا للتنوين على أن ذلك مصدر بمعنى اسم مفعول ، أى ما هو بعبد مشترى لئم ، أو تقدير مضاف أى ما هذا بأهل شرى ، أى ليس أهلا أن يشترى . { إنْ } أى ما { هذا إلاَّ مَلكٌ كَريمٌ } فإن حاله غير معهودة للبشر ، إذ جمع الجمال والكمال اللذين لا يوجدان فى مثله ، والعصمة البالغة مع ذلك ادعى للجمال ولكمال الداعيين إلى عدمها أسباب عدمها ، كخضوع النساء لهما ، ودعائهن لحاجتهن ، ولأن جماله فوق جمال البشر ، وإنما يفوقه فيه الملك ، وذلك أن الله جل وعلا ركز فى الطباع أنه لا أحسن من الملك ولا خير منه غير عقولنا قابلة لتفضيل المؤمن الصادق لكده فى الطاعة وترك المعصية ، ولا سيما الأنبياء ، ولا سيما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . عن الملائكة . وخطأ الزمخشرى قائل ذلك وهو الخاطئ ، وركز فى الطباع أن لا أقبح ولا شراً من الشيطان ، وقرأ الحسن وغيره إن هذا إلا ملك بكسر اللام ، أى ما هو عبد بل سلطان ، وعلى كل حال فمعنى كريم حسن أو عظيم القدر عند الله سبحانه ، ويجوز أن يكون قولهن { حاش لله } إلى قوله { كريم } وصفا بالهيبة والجلالة من جانب نور النبوة ، والثبات فى الأمر ، وبالرعب منه فى ذلك لا وصفا بالجمال من حيث العشق والميل للجماع ، واختاره الفخر . والمشهور المتبادر المدلول عليه بالسباق واللحاق أن ذلك وصف من حديث العشق والميل للجماع ، نعم يصح أن يردن ذلك كله ، وأنه كالملك فى عدم الباعث للشهوة ، وإنما عددن اسم الإشارة ومقتضى الظاهر أن يقلن إن هو إلا ملك كريم تلذذ بالإشارة إليه . وروى أنه خرج عليهن وهن يقطعن الأترج ، ولما رأينه ظنن أنه صنم زليخا التى تعبده ، وكن يسمعن به ويتمنين ، وتحيرن وصرن شبه السكارى ، ورمن أن يقطعن له مما فى أيديهن كما شرطت عليهم زليخا فصرن يقطعن أيديهن ، وجعلت الدماء تسيل فى أحجارهن ، ولا يجدن ألم القطع ، ولا وقوع الدم على الأجسام ، ويوسف يقول ويحكن ماذا تصنعن بأنفسكن ، إنما أنا عبد من عبيد ربى ، وزليخا تضحك مما ترى منهن . ولما غاب عن أعينيهن رجعن من حبهن فقالت لهن ويحكن هذا ما صنعتن من لحظة واحدة ، وأنا منذ سبع سنين أقاسى ما أقاسى ، وأخدمه على أطراف البنان ، ولا يعيرنى طرفة عين ، لا يلتفت نحوى ، فقلن لها ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم من ملائكة ربنا ، وأدركهن الخجل لما انتبهن وذكرن ما لمنها به ، قيل أمر الله سبحانه السكاكين أن تقطع أيديهن ليختلط دم الحيض بدم القطع لئلا يفتضحن ، ولم تقطع زليخا يديها لأنها اعتادته وتناهى حبه فيها وقيل أحسسن بالدم ولم يحسسن بالألم .