Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 45-45)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقَالَ الَّذى نَجَا مِنْهُما } أى من صاحبى السجن الساقى والخباز وهو الساقى ، ومن للتبعيض ، والنجاة إنما هى من القتل { وادَّكَرَ } بدال مهملة ، ووزنه افتعل ، والأصل إذْ تكر بذال معجمة فتاء ، أبدلت الذال المعجمة دالا مهملة ، ثم أبدلت التاء دالا مهملة ، وأدغمت الدال فى الدَّال ، هذا ما رأيت عن شيخى ، وذكره ابن هشام وهو الأفصح الوافق للقياس . وقرأ الحسن بالإعجام ، على أن الأصل اذتكر أبدلت التاء دالا مهملة ، ثم أبدلت المهملة معجمة ، وأدغمت المعجمة فى المعجمة وهو لغة ، كما يدل له كلام ابن هشام ، ويصرح به كلام غيره ، وتحتمل هذه القراءة أن تكون على وزان تفعَّل ، والأصل تذكر بتقديم التاء على الذال المعجمة ، سكنت وأبدلت دالا معجمة وأدغمت الذال فى الذال ، وجئ بهمزة الوصل لأنه لا يبتدأ بساكن ، وتحتمل قراءة الإهمال أن تكون على لغة لربيعة ، يقولون دكر بالإهمال بمعنى ذكر بالإعجام ، وأن تكون أيضا بوزن تفعل ، وزعم بعض أن ربيعة غلطت ، وأن الذكر بالإهمال لعب للزنج والحبشة ، والواحد ذكرة أدغمت لام أل فى الدال ، وأنه إذا قلت ذكر بدون أل قتله بالذال المعجمة . ومعنى ادكر فى الآية تفكر قول يوسف { اذكرنى عند ربك } وما شاهد منه فى تعبير رؤياه ورؤيا الخباز . { بَعْد أمَّةٍ } بعد زمان ، وهو هنا سبع سنين ، سمى أمة لأنه جماعة من أيام أو شهور أو أعوام مجتمعة ، وقرأ الأشهب العقيلى بعد إمة بكسر الهمزة أى بعد نعمة ، أى بعد ما أنعم الله عليه بالنجاة من السجن والقتل على يد يوسف ، إذ عبر رؤياه بما يستحسنه ، وقرأ ابن عباس وجماعة بعد أمه بفتح الهمزة والميم المخففة ، وبالهاء غير منقوطة لا بالتاء أى بعد نسيان ، يقال أمه يا أمه أمها إذا نسى ، وعن مجاهد بعد أمه كذلك ، لكن بإسكان الميم قال جار الله وهو خطأ ، وجملة ادكر بعد أمة معترضة بين القول ومقوله ، أو حال بلا تقدير قد ، وبلا تقدير المتبدأ ، وقيل بتقدير أحدهما ، ويجوز العطف على نجا . { إنَا أنبِّئُكم بِتأويلهِ } أى بتأويل ما رأى الملك فى منامه ، وقرئ أنا آتيكم بتأويله ، والخطاب للملك ومن حضر من سحرة وكهنة ومعبرين ، وعقلاء أو للملك وحده تعظيما له بخطاب الجماعة . { فأرْسِلُون } إلى من عنده علمه ، أو إلى السجن ، أو إلى يوسف وهو مقصوده على كل حال ، ومعنى أرسلون إلى من عنده علمه أرسلنى فى استكشاف علم ما أرى ممن وجدت ، ومراده يوسف كما مر قبل عن ابن عباس لم يكن السجن فى المدينة ، ولذلك قال أرسلون ، وما أظنه صحيحا منه ، لأن الإرسال يصح ولو كان بجنب دار الملك .