Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 47-47)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } يوسف { تزْرَعُون سَبْع سِنينَ دَأبا } أى تزرعون على عادتكم المستمرة ، فالجملة خبرية لفظا ومعنى ، والدأب العادة ، العادة ، قال أبو عمرو الدانى قرأ حفصدأبا بتحريك الهمزة ، يعنى تحريكها بالفتح كدال والباقون بإسكان ا هـ ، وعلى القراءتين هو مصدر دأب فى العمل ونصبه على نزع الخافض ، أى على العادة ، ولكنه نكر للتعظيم فإنهم كانوا يزرعون فى العادة بجد واجتهاد ، وقد فسر بعضهم دأبا بجد واجتهاد ، أو على الحالية من وقوع المصدر حالا مبالغة ، أو بتأويل بأسم الفاعل فى دائبين ، أو تقدير مضاف أى ذوى دأب ، أو على المفعولية المطلقة لتزرعون بتقدير مضاف ، أى زراعة دأب ، أو لمحذوف أى تدأبون دأبا ، وعلى هذا فالجملة المقدرة حال ، وقيل تزرعون فى معنى الأمر ، وإنما جاء بصيغة الأخبار مبالغة فى أن يمتثلوا كأنهم قد امتثلوا قوله وقبلوه ، فهو يخبر عن قبولهم بدليل قوله { فَما حَصَدْتم فَذَرُوه } اتركوه { فى سُنْبلهِ } لئلا يأكله السوس ، على عادة طعام مصر وحنطتها التى لا لتبقى عامين بوجه إلا بحيلة إبقائها فى السنبل ، وذلك نصيحة خارجة عن عبارة الرؤيا ، سواء جعلنا تزرعون إخبارا أو بمعنى الأمر . { إلا قَليلاً ممَّا تأكُلُون } فى تلك السنين فادرسوه ، أى تدرسون كل سنة قليلا يكفى السنة بمرة ، أو تدرسون ما يكفى السنة شيئا فشيئا بحسب الحاجة ، وهذا أولى تأكلونه فيها ، ويجمع الطعام هكذا للسنين المجدبة ، ويأكل الأقدم فالأقدم ، والورق ، والسوق ، والتبن ، والقشور للدواب ، كذلك الفاء الأولى رابطة لشرط محذوف ، والثانية فى جواب شرط مذكور ، ومن للبيان ، فتلك السنون هى البقرات السمان ، والسنبلات الخضر لو ألقيت الحبة فيهن على حجر يابس لنبتت وأخرجت الحب الكثير ولا تُخطئ حبة من بذر إلا نبتت ، واصنعوا فى الأرض الهواء واخزنوه فيها وفى المخازن ، ويكون التبن والسوق والأوراق علفاً للدواب .