Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 55-55)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قالَ } يوسف { اجْعَلنى عَلى خَزائنِ الأرْضِ } التى تحت حكمك حتى لا ينصرف فى حرثها وخراجها غيرى { إنِّى حَفيظٌ } لذلك عن أن يضيع منه شئ بوجه المصلحة والتدبير ، والكتابة والحساب { عَليمٌ } بذلك وبوجوه التصرف ، وبلغات من يأتى ليمتار ، وإنما طلب الإمارة على ذلك مراعاة لمصالح الخلق ، وبسط العدل ، ولإيصال الخير إلى من يستحق ، وغيره لا يقوم بذلك ، وإنما يحرم طلب الإمارة على من يطلبها لحب الدنيا والرياسة ، وأما من طلبها بتلك الطريقة فقد أحسن وله أجر عظيم ، بل طلب يوسف لها واجب ، لئلا يضيع الحق والخلق ، والامتثال ما أوحى الله إليه أن ذلك جار على يده ، لتلك النية صح له طلبها من يد كافر ، ولو كان يكون تحت أمره لجواز الاستظهار على الحق بكافر أو فاسق ، ولاسيما أنه أسلم الملك . بل قيل إن الملك هو الكائن تحت أمر يوسف ، ولا يصدر إلا عن رأيه ، ولا يعترض عليه ، وإنما مدح نفسه بالحفظ والعلم ليتوصل إلى ذلك . لا للفخر والتطاول ، فإنه يجوز للإنسان وصف نفسه بما فيه ليتوصل إلى أمر أخروى أو مباح بلا قصد رياء وفخر ونحوهما ، ولا يكون من تزيكة النفس المنهى عنها ، قال صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة " لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها " أى إذا لم يتعين طلبها كما تعين على يوسف ، وعنه صلى الله عليه وسلم من طريق ابن عباس " يرحم الله أخى يوسف لو لم يقل { اجعلنى على خزائن الأرض } لاستعمله من ساعته ، ولكنه أخر ذلك سنة " .