Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 90-90)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قالُوا أَئِنَّكَ } بتحقيق همزة الاستفهام وهو للتقرير ، وبذلك حقق بأن واللام وأنت ، وتسهيل همزة أن ، وقرئ كذلك مع إدخال ألف بينهما ، وقرئ بتحقيقهما بلا إدخال ، وتحقيقهما مع الإدخال . { لأنتَ يُوسفُ } وقرأ أبى أئنك أو انت يوسف أى أئنك يوسف ، وأنت يوسف ، كرروا الكلام تعجبا وتثبتا ، وقرأ ابن كثير إنك بهمزة واحدة مكسورة كما قال الدانى ووجهه الإخبار بأنه يوسف تحقيقا ، وعرفوه لما وضع البرقع ، وقيل لا حتى تبتسم فرأوا ثناياه كاللؤلؤ ، وقيل حتى وضع التاج عن رأسه ، وكان فى قرنه علامة تشبه الشامة البيضاء ، وكان ليعقوب مثلها ، ولإسحاق مثلها ، ولسارة مثلها ، وقيل ما قالوا ذلك بعد رؤية ما ذكر إلا توهما ، أو تقدر همزة الاستفهام ولم يحققوه حتى قال ما أخبر الله عنه . { قالَ أنا يُوسفُ } لم يقل أنا هو ، تصريحا بأنه هو المسمى بهذا الاسم الذى فعلوا به كذا وكذا قد صار إلى هذه المرتبة { وهَذا أخى } بنيامين من أبى وأمى المظلوم كما ظلمتمونى ، ذكره لهم وهم يعرفونه ، وما سألوا عنه ، لأن فى ذكره بيانا لما سألوه عنه والاحتجاج بذكر النعمة ، ولتفخم أمر أخيه ، وليدخل فى قوله { قد مَنَّ الله عَلينا } بسلامة الدين والدنيا ، والجمع بينى وبينه { إنَّه مَنْ يتَّقِ } الله بأداء الفرائض وترك المعاصى كالزنى ، عوقب عليها بنحو السجن { ويصْبِر } على ذلك وعلى البلاء ، وقرأ قنبل عن ابن كثير بإثبات ياء يتقى وصلا ووقفا ، وقال ابن هشام فقيل من موصولة ، وسكن يصبر لتوالى حركات الباء والراء والفاء والهمزة ، أو للوصل بنية الوقف ، على المعنى ، لأن من الموصولة كالشرطية عموما ، وايها ما انتهى ، أى ولكون مدخولها مستقبلا سببا لما بعده ولذلك دخلت الفاء فى الخبر ، أو سكن تنزيلا للباء والراء المضمومة والفاء منزلة كلمة على وزن فعل يكسر فضم فسكن ، لأنه بناء مهمل وتخفيفا إجراء للمفصل مجرى المتصل ، أو سكن جزما على أن يتقى مجزوم بحذف الحركة المقدرة ، ومن شرطية . { فإنَّ الله لا يضيعُ أجْر المحْسنِينَ } الرابط العموم ، أو أراد بالمحسنين تفسير من يتقى ويصبر مراعات لمعناه ، فكان جمعا ، فالرابط إعادة المبتدأ لمعناه الصبر والتقى أحسن ، فهو وضع للظاهر موضع المضمر تلويحا بأن المحسن من جمع بين التقوى والصبر . وقيل قال لهم يوسف { هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذا أنتم جاهلون } حين سئل بنيامين هل لك ولد ؟ قال نعم ثلاثة ، قال فما سميتهم ؟ قال الأكبر يوسف لأذكرك ، والثانى ذئبا ونحو ذلك ما ذكره بناء على أنه سأله عن هذا فى المرة الثالثة ، وتقديم خلافه ، ولما تعرف إليهم وعرفوه وقال أنا يوسف الخ ، نكسوا رءوسهم وبكوا بكاء شديدا ، وبكى يوسف وبنيامين وأولاد يوسف وزليخا من وراء سترهما ، والملائكة فى السماوات لبكائهم ، قالوا يا يوسف لا تنظر إلى ما فعلنا بك ، ولكن انظر إلى ما فعل الله بك .