Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 96-96)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلمَّا أن } صلة { جَاء البشيرُ } ابن أمته المذكور ، وهو اسمه ، ويجوز أنه يراد به الوصف ، ولو وافق اسمه بالقميص { ألقاهُ } يعقوب والهاء للقميص ، وقيل ألقاء البشير ، وقام صياح فى آله من البشارة فرحين ، وأقبلوا يبكون فرحا ، وصاحت زينة فغشى عليها ، وأفاقت وأتت ولدها ، ولما وصلت غشى عليها ، وقال ابن عباس البشير صفة ، وأنه يهودا جاء بالقميص وألقاه هو أو يعقوب . { عَلى وجْهِه } أى وجه يعقوب { فارتدَّ } صار { بصيراً قالَ } لمن حضره من ولد وولد ولدٍ وقرابة { ألم أقلْ لكُم إنِّى أعلم مِنَ اللّهِ ما لا تعْلمونَ } الجملة مقول القول إشارة إلى قوله لهم { وأعلم من الله ما لا تعلمون } هذا هو الظاهر عندى ، وقيل إن الوقف على لكم ، وإن مقول القول محذوف ، أى ألم أقل لكم لا تيئسوا من روح الله ، أو لم أقل لكم إنى لأجد ريح يوسف . ثم ضم يهودا إلى صدره ، ونظر فى وجه البشير ساعة ثم قال البشير يا نبى الله ، أنا الذى فرقت بينى وبين والدتى ، أنا البشير فبكى يعقوب عليه السلام وقال واحسرتاه على ما فعلت يا بشير ، أما علمت أن وجع الفراق شديد ، سلنى حاجتك ، قال إنى لا أحتاج إلى الدنيا يا نبى الله ، فقال يعقوب عليه السلام إذا أصابك شئ فقل يا لطيف يا لطيف يا لطيف الطف بى ، وبجميع أمورى كلها ، أمور دنياى وأخراى لما ترضى ، ثم قال له هوَّن الله عليك سكرات الموت كما كانت على العموم . ثم رفع إليه الكتاب بخط يوسف عليه السلام ، فوضعه على خده وقال وا طول شوقاه إلى كتابك يا يوسف ، ثم فكه وقرأه وفيه يا أبت طلبت أن أزورك فأمرنى ربى أن أدعوك إلى حضرتى ومقالى ، لتكون لك فرحتان ، فرحة اللقاء ، وفرحة العطاء ، وقد أنفذت إليك يا ولدى مائة وثمانين دستا من الثياب ، وعمائم مذهبة لأولاد إخوتى الذكور ، وقمصان مذهبة للإناث ، ولكل واحد منهم لباس ، ولك دست من الثياب الملكية ، وأرسل إليهم مائتى راحلة ليجيئوا عليها ، أو أسألك أن لا تتزاهد فى ثيابنا ، ولا تدخل مصر إلى فى هيئة حسنة لئلا يشمت بك الأعداء ، والحاسدون ، ويعيرونى بفقركم ومسكنتكم ، فإن ها هنا كفارا قبطيين ، ففعل كما أحب يوسف . وروى أنه قال قال البشير كيف تركت يوسف ؟ قال تركته ملك مصر ، قال ما أصنع بالملك على أى دين تركته ؟ قال على دين الإسلام ، قال الحمد لله الآن تمت النعمة .