Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 38-38)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولَقَد أرْسلنَا رسُلاً مِنْ قَبلكَ } بشرا مثلك ، وهذا رد عليهم ، إذ زعموا أن الله لو شاء الرسالة لاختار لها ملكا من الملائكة { وجَعَلنا لَهم أزْواجا } مثلك ، وقد كان لسليمان ثلاثمائة امرأة حرة وسبعمائة سرية ، وهذا رد على اليهود لعنهم الله ، إذ زعموا أن هذا الرجل يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله همة إلا فى النساء ، ولو كان رسولا كما زعم لاشتغل عن ذلك بالزهد ، وقيل قال ذلك المشركون { وذُريَّةً } كما لك ذرية ، وهذا رد عليهم ، إذ زعموا أعنى اليهود أو المشركين أنه لو كان رسولا لم يشتغل بالتماس الولد . { ومَا كانَ لرسُولٍ } ما صح له ، أو ما كان فى طاقته { أنْ يأتىَ بآيةٍ } يطلبها قومه { إلا بإذْنِ اللّهِ } لأنَّهم عبيد مربوبون ، فما كان منهم من الآيات كالعصى والناقة فبإذن الله ومشيئته ، وهذا رد على من يطلب منه الآيات كقريش ، وكفار المدينة واليهود . { لِكلِّ أَجلٍ } مدة { كِتابٌ } حكم مكتوب على العباد يصيبهم ، أو يفرض عليهم على ما تقضيه الحكمة والصلاح ، فمن ذلك تأخير العذاب ، فقد تضمن هذا ردا عليهم فى استبطائهم العذاب الذى وعده لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقولهم إن كنت رسولا فأتنا به ، والرد على اليهود فى إنكار النسخ ، أو لكل أجل أجله الله لشئ كتاب كتبه فيه ، أو لكل مدة مخصوصة عند الله كتاب ينزله فيها على نبى ، ولذلك قيل إن هنا قلبا ، والأصل لكل كتاب أجل ينتهى حكمه إلى الأجل ، فيكون هذا وما بعده فى الرد على منكرى النسخ ، أو يخص هذا بما يصيب الناس من خير وشر ، وما بعد بالنسخ . روى أن اليهود ، قبحهم الله ، يقولون إن محمدا يأمر أصحابه بأمر اليوم ويأمرهم بخلاف غدا ، وما ذلك إلا لأنهم يقولون إنه يقول من تلقاء نفسه فنزل { يمحُوا اللهُ ما يشاءُ … }