Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 42-42)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقَدْ مَكر الَّذين مِنْ قَبْلهم } قبل مشركى مكة من الأمم الماضية ، أوصلوا المكروه بأنبيائهم والمؤمنين ، كما فعل نمرود بإبراهيم ، وفرعون بموسى ، واليهود بعيسى { فللَّهِ المكْرُ جَميعاً } على الحقيقة ليس منه شئ بيد غيره ، فليس مكر غيره بضار إلا بإرادته ، واإن لم يرد فليس بضار ، كما لم يضر إبراهيم وموسى وعيسى مكر نمرود وفرعون واليهود ، فليس مكر غيره مما يكترث به العقلاء ، فكل مكر تأثر بيد مخلوق فبإذن الله تعالى ، فلتأثره بإذنه وخلقه إياه نسب إليه ، أو مكر الله جزاؤه ، سمى للمناسبة فيكون ذلك تسمية للعقوبة باسم الذنب ، فإن المكر ذنب ، وتضمنت الآية تهديد الكفار بمكر الله ، وأن مكرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ضائع لا يؤثر فيه ، وراجع وباله عليهم ، وإن مكرهم كلا مكر بالإضافة إلى مكره ، وفسر مكر الله عز وجل بقوله { يعْلَم ما تَكسِبُ كلُّ نفْسٍ } فيعد جزاءها ، فإنه لا مكر أعظم من مكر من يعلم ما تكسب كل نفس ، ويعد لها جزاءها فيجازيها وقت غفلتها فى الدنيا ، ويجازيها أيضا فى الآخرة ، والحال أنها لا تعلم اليوم بعذاب الآخرة ، لعدم إيمانها ، بل تعلم بعدمه كما قال { وسَيَعْلم الكفَّار } جنس الكفار ، كما تدل عليه قراءة الكوفيين وابن عامر وسيعلم الكفار ، وقراءة بعضهم وسيعلم الكفارون ، وبعضهم وسيعلم الذين كفروا . وقيل المراد فى قراءة الأفراد ، وقراءة الجمع الخمسة المستهزئون ، وعن ابن عباس الكافر أبو جهل ، ومعلوم أن غيره مثله ، وقرأ بعضهم وسيعلم الكفر بإسكان الفاء مبالغة ، أو بتقدير مضاف ، أى ذو الكفر ، أو ذوو الكفر ، أو بالتأويل بالوصف ، أى كافرا ، والكفار ، وقرأ جناح بن جيش وسيعلم الكافر بضم الياء وفتح اللام من أعلمه إذا أخبره بشئ وصيره عالما { لمنْ عُقْبى الدَّار } ألهم أم للنبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، والتعريف فى عقبى الدار بإضافة عقبى إلى المعرف بأل التعريف عهد ، فالمراد الجنة كما هى المراد فى فنعم عقبى الدار .