Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 41-41)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألمَ يَروْا أنَّا نأتى } نقصد بالقدرة والأمر ، أو يأتى أمرنا { الأرْض } أرض الكفرة المجاورة لهم { ننقُصهُا } بدل اشتمال من نأتى وقرئ بفتح النون الثانية ، وكسر القاف مشددة { مِنْ أطْرافها } بفتحها للمسلمين بالقتال والسبى والصلح ، فتزيد فى أرض الإسلام ، وتنقص من أرض الكفر ، فما يؤمنهم أن نمكنك منهم ونزيد أرضهم إلى أرض المسلمين ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن ، والكلبى ، وقتادة ، على أن الآية مدنية . وقيل الأرض أرض الكفرة مطلقا ، والآية مكية ، شملت الفتح فتح مكة وغيره من الفتوحات ، وقيل المراد بنقص الأرض إخراب ديار الكفرة على يد النبى صلى الله عليه وسلم ومن معه ، وفى ذلك تنفيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ، وتطييب لأنفسهم ، وتبشير بطلائع الظفر ، كما أن فى قوله { وإما نرينك بعض الذى } الخ تطييبا لنفوسهم بالانتقام من الكفرة إما عاجلا وإما آجلا . وقيل المراد بنقص الأرض تخريب أرض الأمم السابقة لإهلاك أهلها الكفرة ، كأنه قيل أفلا تخافون أن نفعل بكم مثل ذلك من إخراب بعد عمارة ، وذلك بعد عز ، وموت بعد حياة . وقال عكرمة ، ومجاهد نقصها موت أهلها وتغيير أحوالهم إلى ذل وخراب ، ونقص الثمرات والبركة ، أفلا يتعظون بذلك . وعن ابن عباس ، وعطاء وغيرهما نقصها من أطرافها إماتة علمائها وفقهائها وخيار أهلها ، واختاره أبو عمرو بن عبد البر ، وعليه فالمراد بالأطراف الإشراف كما أثبت الجوهرى عن بعض أن الأطراف يرد بمعنى الإشراف . قلت هذا القول ضعيف من حيث ضعف كون الأطراف بمعنى الإشراف ، ومن حيث بُعد ذلك المعنى عن المقام ، لأنهم لم يشاهدوا موت الفقهاء والعلماء والأخيار ، ولو ثبت فى الحديث أن الله يقبض العلم بقبض العلماء ، فيرأس على الناس جهال يَضِلون ويُضِلون . وثبت عن ابن مسعود أن موت العالم ثلمة لا تسد ما اختلف الليل والنهار . وثبت عن سلمان لا يزال الناس بخير ما بقى الأول حتى تعلم الآخر ، وإذا ذهب الأول قبل تعلم الأخير هلك الناس ، لأن ذلك لا يصح تفسير الآية ، كما لا يصح تفسيراً لها ، وقول بعض إنما ينقص من الأرض يزداد فى الشام ، وما ينقص من الشام يزداد فى فلسطين . { والله يحْكُم } فى خلقه بما يشاء { لا مُعقِّب } لا راد { لحُكمه } فقد حكم للإسلام للإقبال ، وعلى الكفر بالإدبار حكما لا يأتى أحد عقبه بالإبطال والتغيير يقال عقبت الشئ ، أى أتيت عقبه بالإبطال أو غيره ، ولذا يقال لصاحب الحق ، معقب ، لأنه يقفو غريمه بطلب حقه ، والجملة حال من المستتر فى يحكم ، والمعنى يحكم نافذ حكمه . { وهُو سَريعُ الحِسابِ } أى سريع الجزاء بعقاب الكفرة ، وإثابة المؤمنين ، أو قرب وقت حسابه يعذبهم عما قليل فى الآخرة بعد ما عذبهم فى الدنيا بالقتل والإخراج من البلدان .