Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 8-8)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الله يعْلَم ما تحْمِل كلُّ أنثى } ما موصول اسمى ، أى يعلم ما تحمله الأنثى قبل أن تحمله فى حال الحمل على أى حال من أحواله الحاضرة والمترقبة ، كذكورة وأنوثة ، وتمام ونقصان ، وحسن وقبح ، وطول وقصر ، وبياض وسواد ، أو موصول حرفى أى يعلم حمل كل أنثى . { وما تَغيضُ الأرْحامُ وما تزْدادُ } ما فى الموضعين موصول اسمى ، أى وما تنقصه وما تزداده من عدد الولد وجسده ، فإنه يكون عظيما وغير عظيم ، ومدة الولادة والدم ، فإنه يقل ويكثر ، وأدخل بعضهم عدد الولد فى قوله { ما تحمل كل أنثى } أو موصول حرفى ، أى وغيض الأرحام وازديادها ، والغيض النقص ، يستعمل متعديا كقوله تعالى { وغيض الماء } فالماء مفعول به ناب عن الفاعل ، ولازما نحو غاض الماء ، أى نقص بنفسه ، وكذا ازداد يكون مطاوع زاد المتعدى لاثنين ، فيتعدى لواحد ، أو يكون موافق المجرد المتعدى لواحد فيتعدى لواحد نحو { وازدادوا تسعا } ويكون مطاوع المتعدى لواحد فيكون لازما ، إذ يكون موافقا لزاد اللام فيكون لازما ، وإذا جعلتهما لازمين تعين كون ما فى الموضعين موصولا حرفياً . إسناد الفيض والازدياد للأرحام مجاز عقلى فإنهما لله أو للولد ، إلا إذا فسرا بنقص الدم وازدياده ، فإسنادهما إلى الأرحام حقيقة ، والدال الأولى من تزداد بدل التاء ، ووزنه تفتعل ، وأصله تزتيد ، قلبت دالا ثم الياء ألفا لترحكها بعد فتح . وقيل غيض الأرحام حيض الحامل ، فإنه نقصان من الدم من داخل لخارج ، ويلزم منه نقصان الولد ، لأنه غذاؤه ، وازديادها بقاء الدم فيها بعد مجيئه إليها من عروق الحامل ، أو من حيث شاء الله ، فلزم ازدياد الولد لوفور غذائه ، وذلك قول الجمهور . وقيل إذا حاضت فى وقت الحمل نقص الغذاء وازدادت مدة الحمل حتى يستكمل تسعة أشهر ، وإن زادت على التسعة فالنقص فى الغذاء والزيادة تمام الحمل ، ولعل هذا مذهب عكرمة ، وقال الضحاك غيض الرحم أن تسقط الولد والزيادة أن تضعه لمدة كاملة ونحوه عن قتادة ، وقال الحسن الغيض النقص عن تسعة أشهر ، والزيادة زيادتها على التسعة ، وأقل ما يوضع الولد إليه ، ويعيش تمام ستة أشهر وخروجهن لا مع التمام ، وأكثره سنتان عند أهل العراق ، وأبى عبيدة ، مسلم ، وسفيان الثورى ، وأهل الرأى ، وأبى حنيفة ، وعائشة . قال أبو يعقوب يوسف بن خلفون ذكروا عن الضحاك بن مزاحم ، وهرم بن حيان أنهما ولدا على سنتين سنتين ، وقال محمد بن عبد الله ابن الحكم أكثره سنة ، وقال مالك ، والشافعى ، وجماعة أربع سنين ، قال حماد بن أبى سلمة سمى هرم بن حيان هرما لأنه بقى فى بطن أمه أربع سنين . وروى عن مالك أن أكثره خمس سنين لما بلغه أن امرأة ابن عجلان ولدت على خمس سنين ، وقيل لا حد لذلك ، قال الزهرى تحمل المرأة ست سنين وسبع سنين ، ويكون الولد محشوشا ، فى بطنها ، وقد روى أن امرأة ولدت لعشرين سنة ، وذلك نادر جدا ، ومرجع ذلك أنه لا حد لأكثر عدد الولد فى البطن ، فقد ولدت امرأة أربعة من بطن ، وأخرى خمسة ، وأخرى سبعة ، وأخرى اثنى عشر ، وأخرى سبعة عشر ، وأخرى أربعين . قال الشافعى جالست شيخا فى اليمن لأستفيد منه ، فإذا بخمسة كهول قبلوا رأسه ودخلوا الخباء ، ثم بخمسة شبان ففعلوا كذلك ، ثم بخمسة ممنحطين ، ثم بخمسة أحداث ، فسألته عنهم فقال كلهم أولادى وكل خمسة فى بطن ، وأمهم واحدة ، يجيئون كل يوم يسلمون على ويزورونها وخمسة أخرى فى المهد . ويقال إن امرأة ولدت اثنى عشر فى بطن واحد ، فرفع أمرها للسلطان فطلبها وأولادها ، ولما ردهم عليها إلا واحد لم تعلم به حتى خرجت من القصر صاحت صيحة ارتج منها حيطان القصر ، فقيل لها فى ذلك فقال فُقد ولد من أولادى ، فقيل أليس لك فى هؤلاء الأحد عشر كفاية ؟ قالت والله ما صحت أنا وإنما صاحت الأحشاء التى ربوا فيها . وقال الماوردى أخبرنى رجل ورد علىَّ من اليمن ، وكان من أهل الفضل والدين ، أن امرأة باليمن وضعت حملا كرشا فظن أن لا ولد فيه ، فألقى فى الطريق ، ولما طلعت عليه الشمس حمى فانشق عن سبعة ذكور عاشوا ، وكانوا خلفا سويا ، إلا أن فى أعضائهم قصرا وصارعت رجلا منهم فصرعنى ، فكنت أعير باليمن ، ويقال أنت صرعك سُبْع رجل . وحكى القاضى حسين أن واحد من السلاطين ببغداد تلد امرأته الإناث ، فحملت مرة فقال لها إن ولدْت أنثى قتلتك ، فلما قرب ولادتها دعت الله تعالى فولدت أربعين ذكرا كل منهم كالأصبع وركبوا فرسانا مع أبيهم فى سوق بغداد . والآية دليل على كمال قدرة الله تعالى ، فلو شاء إنزال ما اقترحوه أو هدايتهم لم يعجزه شئ عن ذلك ومن كتبها إلى { المتعال } فى خرقة خضراء بزعفران وماء ورد خالص ، ثم يبخر الخرقة بزعفران وعود وعنبر ، ويجعلها فى حق ويغطيها بحيث لا يراه أحد ولا شمس ولا قمر ، فإذا كانت ليلة الأربعاء بعد صلاة العشاء الآخر فليأخذ مضجعه وليقل يا عالم بخفيات الأمور ، يا من هو على كل شئ قدير أطلعنى على كل ما أريد إنك على كل شئ قدير ، ثم يذكر الله تعالى حتى ينام فإنه يأتيه ليلة الجمعة من يخبره بما فى بطن الحامل أو موضع الدفين أو الخبيئة أو متى يقدم الغائب ، أو متى يبرأ المريض ، وما أشبه ذلك ، والكتاب صبيحة الثلاثاء قبل طلوع الشمس مع صوم يوم الاثنين فى تطهر وتعطر ومبيت ليلة الثلاثاء على طهارة . { وكلُّ شىءٍ عنْدهُ بمقْدارٍ } كمية وكيفية ، وزمان ومكان ، وسبب لا يزيد ولا ينقص ، ولا يقدم ويؤخر ويبدل .