Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 7-7)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويقُول الَّذين كفرُوا لولا } هلا وهى حرف توبيخ وتنديم ، وإن جعلناها حرف تحضيض كان الماضى بعدها للاستقبال كالمضارع { أنزِل عَليه } على محمد { آيةٌ من ربِّه } كعصى موسى ويده ، وناقة صالح ، وإحياء الموتى كعيسى ، ونزول الملك ، وكالكنز ، لم يعتدوا بالآيات التى أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم ينزل الله شيئا مما اقترحوه ، لأن عادة الله مع الأمم أنه إذا أنزل شيئا عظيما اقترحوه فلم يؤمنوا أهلكهم بصاعقة أو صيحة أو غيرهما ، وقد سبق فى علمه أن لا يهلك هذه الأمة بنحو ذلك ، ولأن اقتراحهم الآيات عناد لاسترشاد ، قال الله سبحانه قالَ { إنمَّا أنتَ مُنذرٌ } مخوف لهم من سوء عاقبة ما هم عليه ، وما عليك أن تأتيهم بما اقترحوه من الآيات { ولكُلِّ قومٍ } أى أمة { هادٍ } نبى يدعوهم إلى دين الله بوجه من الدعاء إليه ، وبآيات مخصوصة على ما اقتضت الحكمة ، ومن جنس ما يغلب عليهم ، فأنت وآياتك ، وكل نبى وآياته ، والآيات كلها سواء فى قيام الحجة ، وصحة الدعوى ، فليس ببدعه فى دعائك ، وذلك على قول الحسن ، وقتادة ، وابن زيد ، ومجاهد ، وقال ابن عباس ، وعكرمة ، والضحاك ، والنخعى ، ومجاهد فى رواية عنه الهادى الله أى لكل قوم قادر على هدايتهم وهو الله سبحانه ، فيهدى من يشاء بالآيات ، ويضل من يشاء على اختيار من الجميع ، واكتساب منهم ، أو لكل قوم قادر على جبرهم على الإيمان ، وهو الله تعالى ، لو شاء لكنه تعالى اقتضت حكمته أن لا يجبر أحدا على خير ولا على شر . وقال عكرمة فى رواية عنه ، وأبو الضحى الهادى النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، فالمراد بكل قوم الأقوام من أمته ، وهاد معطوف على منذر ، ولكل متعلق بهاد أو لا تعلق اللام لأنها للتقوية ، أى إنما أنت منذر وهاد لكل قوم ، بخلاف القولين السابقين ، وما يأتى من الأقوال ، فإن هاد فيهن مبتدأ خبره لكل . وقال أبو العالية الهادى العمل الصالح ، أى لكل قوم عمل صالح موصل لهم إلى رضا الله وجنته لو شاءوا أن يعملوه . وقال أبو صالح الهادى العائد لخير أو شر ، أى لكل قوم من يصير إلى الخير ، ومن يصير إلى الشر ، ليسوا كلهم على خير أو شر ، وكل ما اختار لنفسه فأنتم ما اخترتم ، والأصح ما فسرت به الآية أولا ، ثم ثم القول الثانى ، ويؤيده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أنا منذر والله هو الهادى " والوقف على هاد بإسكان الدال ، وكذا وال وواقٍ وباقٍ ، ووقف ابن كثير فيهن بالياء وإسقاط التنوين ، وهكذا حيث وقعت الأربعة .