Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 42-42)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إذْ } بدل من إبراهيم وما بينهما معترض ، كقولك رأيت زيدا - ونعم الرجل - أخاك بإبدال الأخ من زيدا . ومتعلق بكان أو بصديقا أو بنبيا . { قَالَ لأَِبِيهِ } آزر { يَا أَبَتِ } التاء عوض من ياء الإضافة . ولذلك لا يقال يا أبتى ويقال يا أبتا . وإنما يذكر ذلك استعطافا ولذا كرر . قاله القاضى . قلت لا يقال يا أبتى لئلا يجمع بين العوض والمعوض عنه كما هو مشهور . قيل ويقال يا أبتا لعدم الجمع بين ذلك إذ الألف بدل من الياء لا من التاء . وأقول هذا أيضا جمع بين العوض والمعوض عنه فإن التاء عوض عن الياء والألف بدل من الياء فكأنه جمع بين الياء والتاء . نعم لم يجمع بين لفظ الياء ولفظ التاء . وقد يقال يا أبتى بالياء وهو ضرورة خلافا لكثير من الكوفيين ويا أَبتا أسهل لذهاب صورة المعوض عنه . وقال ابن مالك الألف فى يا أبتا ليست بدل ياء بل هى الألف التى يوصل بها آخِر المندوب والمنادى البعيد والنكرة . { لِمَ تَعْبُدُ } استفهام للإنكار والتوبيخ { مَا لا يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ } يجوز أن يحمل نفى السمع والإبصار على كل المسموعات والمرئيات . { وَلا يُغْنِى عَنْكَ شَيْئاً } من الأشياء ، فلا يجلب لك نفعا ولا يدفع عنك ضررا . وكان إبراهيم جامعا لخصائص الصِّدِّيقين والأنبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات . وذلك أن أباه يعبد الأصنام ، فدعاه إلى الهدى وبيَّن ضلاله ، واحتج عليه أبلغ احتجاج ، وأرشده برفق وحسن أدب ، حيث لم يصرح بضلاله ، بل طلب العلة التى تدعوه إلى عبادة ما يستخف به العقل الصريح ، ويأبى الركون إليه ، فضلا عن عبادته التى هي غاية التعظيم ، ولا تحق إلا لمن له الاستغناء التام والإنعام العام ، وهو الخالق الرزاق المحيى المميت المعاقب المثيب . ونبَّه على أن العاقل ينبغى أن يفعل ما يفعل لغرض صحيح . والمعبود ولو كان حيا مميزا سميعا بصيرا نافعا ضارا لكنه مخلوق ، لاستنكف العاقل عن عبادته وإن كان أشرف الخلق كالملائكة والنبيين ، لأنه يراه مثله فى الحاجة والانقياد إلى القدرة الواجبة ، فكيف إذا كان جمادا لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ؟ ! ذكره الزمخشرى . وذُكر عن أبى هريرة عنه صلى الله عليه وسلم " أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام إنك خليلى ، حَسِّن خُلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار فإن كلمتى سبقت لمن حسُن خلقه ، أُظله تحت عرشى ، وأسكنه حظيرة القدس ، وأُدنيه من جوارى " .