Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 206-206)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله } فى قولك وفعلك واعتقادك . { أَخَذَتْهُ العِزَّةُ } أى حمله المنعة والتكبر ، أو حملته طلب العزة ، أى الغلبة ، وذلك من جملة حمية الجاهلية . { بالإثْمِ } أى على الإثم الذى ينهى عنه بقول القائل اتق الله وذلك عناد ولجاج فى الكفر ، وإعراض عن وعظ الواعظ ، وعلى الإثم بمعنى على أن يظلم القائل له اتق الله فى بدنه أو عرضه أو ماله ، كما قيل إن خبيباً - رصى الله عنه - صلبه المشركون ، فجاء مشرك اسمه سلامان معه رمح فوضعه بين ثدييه فقال له اتق الله ، فما زاده إلا عنفا فطعنه فأنفذه فذلك قوله { وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم } كما يأتى فى الآية بعد قليل ، يعنى سلامان أو بمعنى على أن يرد قول الواعظ ، وقيل معنى أخذته العزة بالإثم أنه يقول إنى لأزداد بهذا قربة عند الله ، أى حملته العزة على التقرب إلى الله بالإثم ، وقد علمت أن الباء بمعنى على ، ويجوز أن تكون بمعنى مع قال بعض السلف كفى بالمرء إثماً أن يقول له أخوه اتق الله ، فيقول له عليك بنفسك مثلك يوصينى ؟ وروى أحمد بن نضر الداودى موقوفاً عن ابن مسعود " من أكبر الذنب أن يقال للرجل اتق الله فيقول عليك نفسك أنت تأمرنى " ورويته فيما حفظته إن لم أنس مرفوعاً إليه صلى الله عليه وسلم . قيل لعمر اتق الله ، فوضع خده على الأرض تواضعاً لله . { فَحَسْبُه } كافيه . { جَهَنَّمُ } النار الأخروية ، أو دار العقاب ، تطلق على جميع طبقات النار فى القرآن والأحاديث ، وقد يطلق علماً على طبقة مخصوصة ، واللفظ عربى والمنع من الصرف للعلمية على إرادة العقاب أو على النار الأخروية مع التأنيث ، فإن النار والدار مؤنثان ، وأصله البئر البعيدة القعر ، سميت دار العقاب أو نارها لبعدها فى العمق ، وأصلها من الجهم وهو الكراهة والغلظ ، فالنون المشددة زائدة ، وقيل هو عجمى معرب بتشديد الراء . أعنى منقول إلى العربية أو مصلح من فساد العجمية ، وأصله فى العجمة كهنام أبدلت الكاف جيما ، وأسقطت الألف ، ويأتى الكلام فيه إن شاء الله . { ولَبئْسَ المِهَادُ } اللام للابتداء عند بعض ، لأن الفعل الجامد كالاسم ، أو لام جواب قسم محذوف ، والمهاد الفراش ، وقيل ما يفرش قبل الفراش مما يلى الأرض ، وفيه بعد عن معنى الآية وعدم تناسب ، لأن النار تلى جسم الكافر والمنافق ، ولو كان المراد على القولين تسمية النار بالمهاد تشبيهاً به ، ويجوز أن يراد بالمهاد ما يفرش للرأس والكتفين وما يليهما أسفل . والمخصوص بالذم محذوف للعلم به أى لبئس المهاد هى .