Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 43-43)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَقِيموا الصَّلاَةَ } أل للجنس أو للعهد ، وعلى كل حال المراد الصلوات الخمس . { وَآتُوا الزَّكَاةَ } النَّبى أى صيروها آتية إياه حاضرة بين يديه ، يفرقها فى أهلها ويجعلها فيما يقوى الإسلام ، زكاة العين والأنعام والحبوب ، فذلك صلاة المؤمنين وزكاتهم ، وأما صلاة هؤلاء الأواخر وزكاتهم ، فلا تفيدانهم شيئاً ، بل تزيدانهم عذاباً ، أمرهم الله جل وعلا بفروع الإسلام بعد أمره إياهم بأصوله ، فهذا نص فى أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة كما يخاطبون بأصولها ، فهم معاقبون على ترك الفروع كما يعاقبون على ترك الأصول ، ومثل ذلك قوله تعالى { ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين … } إلى آخره ولا فرق فى ذلك بين من جحد الله وبين من جعل له شريكاً ، وبين من أقر بالله وجحد بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء ، وليس ذلك مختصاً بمشركى هذه الأمة . والمراد بالزكاة هنا وفى مثل هذا المقام نفس الجزء الذي يخرج من المال ، لا إخراجه لقوله { آتوا } سمى باسم المصدر مبالغة فى أن بركة المال تزكوا به ، وكذا ثواب الأعمال وفضيلة الكرم فى النفس ، أو فى أن المال يطهر بها من الخبث والتلف ، والنفس من البخل ، فإن الزكاة لغة تستعمل بمعنى النمو وبمعنى الطهارة . { وَارْكَعُوا } صلوا الصلوات الخمس . { مَعَ الرَّاكِعِين } المصلين لهن بالجماعة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه . روى الربيع بن حبيب عن أبى عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس عنه صلى الله عليه وسلم " الصلاة فى الجماعة خير من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة " وعن أبى هريرة عنه صلى الله عليه وسلم " بخمس وعشرين درجة " وقد ذكر أبو عبد الله محمد بن عمرو بن أبى ستة فى حاشية ترتيب مسند الربيع الجمع بينهما ، بأن يكون الخمس والعشرون فى بعض الناس لقرب ديارهم من المسجد ، أو لضعف إخلاصهم أو طهارتهم ، أو خشوعهم أو إمامهم ، والسبع والعشرون لغيرهم ، وبنحو ذلك ، والآية دليل على وجوب صلاة الجماعة إذا كانت الجماعة مستقيمة ، عبر عن الصلاة بجزئها وهو الركوع ، ويجوز أن يراد به الخضوع أى اخضعوا مع الخاضعين لأمر القرآن ، ومحمد صلى الله عليه وسلم . قال الأصبط السعدى بن قُريع ، قال زكريا هو من شعراء دولة بنى أمية @ لا تهينَ الفقير علك أن تركع يوما والدهر قد رفعه @@ أى تخضع وتذل ، وروى لا تذل الفقير . وفتح تهين على حذف نون التوكيد الخفيفة ، وقال الشيخ خالد الأصبط السعدى المذكور قبل الإسلام بخمسمائة عام ، ويمكن الجمع بأنه سبق الإسلام بذلك وأدركه ، وعاش إلى دولة بنى أمية ، وقبْل البيت @ كل ضيق من الأمور يسع وسنا الصبح لا بقاء معه @@ وفى الآية دليل على خطاب الكفار بفروع الشريعة أيضاً ، فإن إيقاع الصلاة فى الجماعة من فروعها أيضاً أمر اليهود بالصلاة الخمس ، ثم أمرهم بأدائها مع الجماعة .