Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 104-104)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ } مفعول به لا ذكر ، أو ظرف ليحزن أو ليتلقاهم ، أو حال من يومكم أو من مفعول توعدون المحذوف ، وهو على الحالية غير ظرف . { نَطْوِى السَّمَاءَ } الطى ضد النشر . قيل والمراد المحو كقولك اطو عنى هذا الحديث . وإنما طويت لأنها نشرت مظلة للخلق ، ونافعة بالإضاءة والاعتبار وغير ذلك ، إذا زالوا زالت . والمراد السماوات . فألْ للاستغراق . ولك أن تقول هو جمع سماءة . وكذا فى مثل هذا المقام . ذكره الشيخ أحمد فى شرح العقيدة . وقرئ يطوى السماء بالمثناة التحتية ، والفاعل ضمير الله . وقرأ أبو جعفر تطوى ، بالمثناة الفوقية ، والبناء للمفعول ، ورفع السماء . وقرئ بالتحتية والبناء للمفعول . { كَطَىِّ السِّجِلِّ } وقرئ السجل بضم السين والجيم . وقرئ بفتح السين وإسكان الجيم ، وبكسر السين وإسكان الجيم ، وهو اسم ملَك يطوى كتب الأعمال إذا رفعت إليه . { لِلكُتُبِ } صحيفة ابن آدم عند موته . وقيل اسم ملَك يكتب أعمال العبد إذا رفعت إليه . وروى أو داود - وهو من علماء الأندلس - أنه اسم كاتب للنبى صلى الله عليه وسلم . قال السهيلى هذا غير معروف . وعن ابن عباس هو الصحيفة . وعليه فالكتاب بمعنى ما كتب فيها . واللام بمعنى على . ويدل له قراءة حمزة والكسائى وحفص على الجمع ، بضم الكاف والتاء . كذا قيل . والحق جواز كون السجل مَلَكًا أو كاتبًا للنبى صلى الله عليه وسلم ، فى هذه القراءة ، والإضافة إضافة مصدر لفاعله . وإن جعلنا السجل الصحيفة فإضافة مصدر لمفعول . وعلى الأول فاللام لام التقوية فى المفعول به ، أو للتعليل على أن الكتاب مصدر أى من أجل الكتابة ، أو بمعنى ما كتب فى الصحيفة . ويجوز التعليل أيضا على تفسير السجل بالملَك ، أو بالكاتب . وأخرج ابن أبى مردويه ، من طريق ابن الجوزى ، عن ابن عباس أن السجل بلغة الحبشة الرجل . قال ابن جنى السجل ، الكتاب قال قوم فارسى معرَّب . وطىّ نعت لمصدر محذوف ، أى طيًّا ثابتًا كطى ، وعلى حرفيه الكاف . ويجوز تعليقها بنطوى وطيًّا مثل طى . وعن الحسن تطوى السماء من فوقها ، كما تُطوى الصحيفة من فوقها . فإما أن تشق مِن فوقها وتُطوى منه ، أو تطوى مثنّية ، وإلا فهى كقشرة البصل . ولعل المراد الكناية عن مجرد الإزالة ، ولو كان التشبيه بطىّ السجل يضعف ذلك . { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } الكاف كاف كطىّ ، راجعة إلى نعبده ، وما مصدرية ، والهاء لأول ، كما أنشأنا الخلق من عدم ، على غير مثال ، بقدرتنا نعيدهم بعد إعدامهم . ويجوز كون الكاف مكفوفة ، وما كافة ، وأول مفعول بدأنا ، فقيل أو مفعول لمحذوف دل عليه نعيده . قيل أَو { ما } اسم موصول ، والكاف متعلق بمحذوف يفسره نعيده ، أى كالذى بدأنا ، وأول خلق ظرف لبدأنا ، أو حال من ضمير الموصول المحذوف ، والخلق مصدر ، أو بمعنى اسم مفعول ، والتنكير إشارة إلى التفصيل كقولك هو أول رجل جاءنى تريد أول الرجال ، ولكن نكرت إرادةً لتفصيلهم رجلا رجلا . وفى الآية إعلام بأَن قدرته باقية ، كما قدر على الخلق ، يقدر على البعث ، وفيها قياس البعث على الخلق . { وَعْدًا } مفعول مطلق مؤكد لنعيد ، على حد قعدت جلوسا ، فإن قوله { نعيده وعدا } بالإعادة . { عَلَيْنَا } نعت لوعدا . ويجوز كون وعدا مصدراً لمحذوف مؤكد ، أى وعدناه وعدا . وفسر الكلبى الآية بأن المعنى ترد الناس نطفا ، ثم عظاما ، ثم لحما ، ثم ينفخ فيهم الروح كما كان ذلك أول ما خلقوا . وقيل المعنى كما خلقناهم حفاة عراة غُرلا ، كذلك نبعثهم . عن ابن عباس - رضى الله عنهما - وعظَنا النبى صلى الله عليه وسلم وقال " يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله عراة حفاة عُزلاً ، كما بدأنا أول خلق نعيده والأعزل مَن لا سلاح معه . وقيل المراد غير مختونين . وقيل علينا خبر لمحذوف ، والجملة نعت ، أى علينا إنجازه . { إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } قادرين على فعل ذلك وغيره .