Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 18-18)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بَلْ نَقْذِفُ } نرمى { بِالْحَقِّ } الإيمان والقرآن والرسالة والشرع ، وكل ما هو حق . وقيل هو قوله إنه لا ولد له . { عَلَى الْبَاطِلِ } الشرك وما ليس بحق . وقيل قولهم اتخذ الله ولداً . { فَيَدْمَغُهُ } يذهبه . وقرئ بضم الميم وقرئ بالنصب عطفا لمصدره على الحق ، على حد @ ولُبْسُ عَباءَةٍ وتَقَرُّ عينى @@ أو على القذف المفهوم ، أى يكون منا القذف بالحق على الباطل فيدمغه . وهذا ضعيف . وعبارة ابن هشام حذفت أن فى هذه القراءة شذوذاً انتهى . وقيل بقياس حذفها مطلقا فى كل موضع . وقيل بشرط رفع الفعل فى غير المواضع المشهورة ، مثل ما بعد لام كى . ووجه الضعف أنه لم يتقدم نفى أو طلب . والإضراب هو عن اتخاذ اللهو واللعب ، وتنزيه منه لذاته ، أى ليس من عادتنا اللهو ، بل تعليب الحق على الباطل . والقذف الرمى البعيد المستلزم لصلابة المرمى . وذلك حقيقة فى الأجسام ، فاستعير لإيقاع الحق على الباطل ، واشتق منه نقذف بمعنى نوقع الحق عليه . والدمغ كسر الدماغ بحيث يتطوّق غطاءه ، فتزهق الروح ، استعير لإذهاب الباطل ، واشتق منه يدمغ بمعنى يذهب ، أو شبه الحق بنحو حجر ، والباطل بنحو إنسان ، فنسب القذف للحق ، والدمغ والزهوق للباطل ، نسبة إيقاعية ، إلا الزهوق فنسبته وقوعية . كذا ظهر لى . ويحتمل غير ذلك ، كما تعلمه من شرحى على شرح عصام الدين . { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ذاهب الروح ، فهو ترشيح للاستعارة ، إذا جعلنا الباطل مستعملا فى الإنسان ، أى أطلق ، وأريد به الإنسان مجازاً لا الإنسان حقيقة أوْ لا استعارة بيدمغ . { وَلَكُمْ الْوَيْل } العذاب الشديد ، أى واد فى جهنم يا كفار مكة ، أو الخطاب لجميع الكفار . { مِمَّا تَصِفُونَ } ما مصدرية ، أو موصوفة ، وعليهما فالرابط محذوف ، أى مما تذكرونه ، وتقولونه فى الله . وأما قول بعضهم إن الأصل مما تصفون الله به فضعيف لأن هذا الرابط المجرور لم يتعلق بما تعلق به الموصول ولم يجرّ بما جُرَّ به ، فإن ما مجرورة بمن ، متعلقة بما تعلق به لكم ، وهو الاستقرار ، أو بمحذوف حال من ضمير الاستقرار ، ومن هذه للتعليل أو للابتداء ، على معنى أنه تحصَّل لكم الويل ، وخرج لكم مما تصفون ، والهاء مجرورة بالباء متعلقة بتصفون .