Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 19-19)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَهُ مَنْ فِى السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ } خلقا وملكا ومَن للعقلاء . ويدخل غيرهم فى ذلك بالأولوية ، أو للعقلاء وغيرهم فإن فى الأرض العاقل وغيره ، وفى السماء العقلاء . ويُصْرَف معنى مَن فى جانب السماوات إلى العقلاء . وقيل إن فى السماوات دوابَّ وطيرا من نور بلا عقول ، وهم غير ملائكة . { وَمَنْ عِنْدَهُ } هم الملائكة . ومعنى العندية قرب المنزلة فى الخير ، أو عبر بعند لأنهم محلهم الأصيل الذى كثروا فيه هو السماوات ، ومن فيهن هو عند الله الذى هو فى كل مكان لا عندنا ، ومَن مبتدأ خبره { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } لا يتعظمون { عَنْ عِبَودَتِهِ } طاعته . { وَلاَ يَسْتَخْسِرُونَ } لا يَعْيَوْنَ ولا يتعبون فينقطعوا عنها . ويقال حسر الوادى ، أى انكشف أرضه بزوال الماء ، وحَسَر عن رأسه كشف وحَسِر تَعِب وأعْيى ، والسين والتاء للمبالغة والمبالغة راجعة للمنفى ، أى انتفى عنهم الحسور انتفاءً بليغًا ، على أحد الأوجه ، فى نحو { وما ربك بظلام } أو النفى هو الراجع للمبالغة ، على معنى أن ما هم فيه يوجب غاية الحسور ، لكنهم لم يحسروا غاية الحسور ولا أدناه . والمراد إنكم يا كفار لكم الويل على كفركم ، وليس الله بمحتاج إلى عبادتكم ، فإن عنده من يداوم على العبادة ، ولا يَعْيَى عنها ، مع أن الله غنى عنها أيضًا . وقيل مَن معطوف على مَن عطف خاص على عام لمزية الذين عنده ، وهم الملائكة ، أو اعتبر أن مَن عنده أهم من جهة أن يراد الملائكة الذين فى السماوات والذين فى الأرضين وتحتهن ، وبين السماء والأرض ، وبين السماوات وبين الأرضين ، فلا يبقى إلا مَن فى الأرض من غيرهم فلا يعمهم ، أو اعتبر أن مَن عنده نوع من الملائكة ليس فى الأرض ، ولا فى السماء ، بل بين السماوات وبين السماء والأرض .