Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 85-85)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ } قيل هو إلياس . وقيل زكريا . وقيل يوشع . سمى بذلك لأنه ذو الحظ من الله . وروى أنه كان لهُ ضِعف عمل الأنبياء فى زمانه ، وضعف ثوابهم . وقيل خمسة من الأنبياء ذوو اسمين إسرائيل ، وهو يعقوب . وإلياس أو زكريا ، أو هو ذو الكفل . وعيسى ، وهو المسيح ويونس ، وهو ذو النون . ومحمد ، وهو أحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين . وقيل ذو الكفل غير نبى ، ولكنْ رجل صالح سمى بذلك لأنهُ تكفّل بمؤنة عابد تفرغ للعبادة . وقيل التجأ إليه رجال مؤمنون فكفلهم . وقيل غير هذا ، مما تراه قريبا - إن شاء الله . قال الثعلبى فى عرائس القرآن إنه بشر بن أيوب المبتلى ، سماه ذو الكفل ، وأمره بالدعاء إلى الله ، وأوصاه عند موته . وبعثه لله نبيا ، وأقام بالشام عمره ، وهو خمسة وسبعون عامًا ، وأنه أوصى بعده ابنه عبدان . قال روى الأعمش بن المنهال بن عبد الله بن الحارث أن نبيًّا من الأنبياء قال من يتكفّل لى أن يقوم الليل ويصوم النهار ولا يغضب ؟ فقام شاب فقال أنا . فقال اجلس . ثم أعاد ، فقال مثل قوله الأول . فأعاد فقال كذلك . فقال تقوم الليل ، وتصوم النهار ولا تفطر ، وتقضى بين الناس ولا تغضب ؟ فقال نعم . فمات ذلك النبى . فجلس الشاب مكانه ، فوفّى بذلك ، فجاءه الشيطان - أبعده الله - فى صورة إنسان ليغضبه ، وهو صائم يريد أن يقبل . فضرب الباب ضربا شديداً . فقال مَن هذا ؟ فقال له رجل له حاجة . فأرسل إليه رجلا . فقال له لا أرضى بهذا الرجل . فأرسل معه آخر . فقال لا أرضى بهذا فخرج إليه ، وأخذ بيده إلى السوق ، فتركه ولم يغضب . قال وقال بعضهم ذو الكفل بشر بن أيوب ، بعثه الله بعد أبيه إلى أرض الروم ، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه ، ثم أمرهم الله بالجهاد ، فضعفوا وقالوا إنا قوم نحب الحياة ، ونكره الممات ، ومع ذلك نكره أن نعصى الله ورسوله . ولو سألت الله أن يطيل أعمارنا ، ولا يميتنا إلا إذا شئنا ، لَنعبدنَّه ونجاهدنَّ أعداءه . فقال لهم كلفتمونى شططا . ثم قام وصلى ودعا وقال إلهى أمرتنى بتبليغ الرسالة فبلَّغتها ، وأمرتنى بجهاد أعدائك ، وأنت أعلم أنى لا أملك إلا نفسى ، وأن قومى سألونى فى ذلك ما أنت أعلم به ، فلا تؤاخذنى بجريرة غيرى ، وأنا أعوذ برضاك من سخطك ، وبعفوك من عقوبتك . فأوحى الله تعالى إليه أن قد سمعت مقالة قومك ، وإنى قد أعطيتهم ما سألونى ، فلا يموتون إلا إذا شاءوا فكن لهم منى كفيلا بذلك . فتكفّل لهم بذلك ، فسمى ذا الكفل . وكثروا حتى ضاقت بهم الأرض ومعيشتهم . فسألوه أن يرد الله آجالهم ، فكانوا يموتون لآجال مثل آجالهم السابقة قبل . ولذلك كثرت الروم ما لم يكثر غيرهم . وسموا روما . قيل لأن جدهم روم بن عيسى بن إسحاق . وقيل إن ذلك النبى - وكان من بنى إسرائيل - أوحى الله إنى أريد قبض روحك ، فاعرض ملكك على بنى إسرائيل ، فمن تكفّل منهم بذلك ، فادفع إليه ملكك . وقيل لما كبر اليسع قال إنى أستخلف رجلا على الناس فى حياتى ، أنظر كيف يعمل . فجمع الناس وقال من يتكفّل بثلاث أستخلفه يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب . فقام رجل تزدريه العين فقال أنا ، فردَّه . فقال ذلك فى اليوم الثانى . فقال أنا . فاستخلفه . فأَتاه إبليس فى صورة شيخ ضعيف ، حين أخذ مضجعه للقائلة . وكان لا ينام من الليل والنهار إلا تلك النومة فدق الباب فقال مَن هذا ؟ فقال شيخ كبير مظلوم . فقام ففتح الباب . فقال بينى وبين قوم خصومة ظلمونى وفعلوا . وأطال فى الكلام حتى ذهبت القائلة . فقال إذا جلستُ فائْتِ حتى آخذ حقك . ولما جلس انتظره ، ولم يجئ حتى جلس من الغد وفرغ ، وأخذ مضجع القائلة ، فدق الباب . فقال مَن هذا ؟ فقال الشيخ المظلوم ففتح له . فقال ألم أقل إذا جلست فائتِ ؟ قال إنهم أخبث قوم . إذا جلست قالوا نعطيك حقك . وفاتته القائلة . وقال إذا جلست فائْتِ ولم يأت . ولما كان اليوم الثالث ، وفرغ ولم يأت ، أخذ مضجع القائلة قال لبعض أهله لا تدَع أحدا يضرب الباب حتى أنام ، قد شق علىَّ النعاس فجاء إبليس ، فلم يأذن له الرجل . ودخل من كوة فاستيقظ فقال يا فلان ألم آمرْك ؟ فقال أما مِن قِبَلى فلم تؤت . فانظر من أين أتيت ؟ فقام إلى الباب ، فإذا هو مغلق . فقال الشيخ أتنام والخصوم ببابك ؟ فنظر إليه فعرفه فقال أعدوّ الله ؟ قال نعم . أعييتنى وفعلت ما فعلت لأغضبك ، فعصمك الله . { كُلٌّ مِنَ الصَّابِرينَ } على الطاعة ، والبلاء ، وعن المعصية . فإسماعيل صبر على الذبح وأما إدريس فقد مر الكلام عليه . وأما ذو الكفل فمر آنفا .