Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 88-88)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ } كالنص فى أن سبب استجابته دعاؤه المذكور . قال الحسن والله ما نجَّاه إلا إقراره بالظلم على نفسه . وأما ما تقدم من شفاعة الملائكة ، فمعناه أنها سبب لتأثير دعائه فى الإجابة ، أو شفَعُوا ولم يُشفَّعوا ، بل نجَّاه الله بدعائه . { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ } غم الالتقام ، أو غم الخطيئة نجَّاه بأن أمر الحوت ، فقذفه فى الساحل كالصبى ، فأصابته حرارة الشمس . فأنبت عليه شجرة من يقطين فنام فاستيقظ وقد يبست فحزن . فأوحى الله إليه بلسان جبريل عليه السلام حزنت على الشجرة ، ولم تحزن على مائة ألف أو أزْيد . فانطلق إليهم . فقال للراعى اسقنى لبنًا . فقال ما ها هنا شاة لبن ، فمسح بيده على ظهر واحدة فدرَّت . فشرب من لبنها . فقال له الراعى مَن أنت يا عبد الله ؟ قال أنا يونس . فانطلق إلى قومه فبشرهم ، فأخذوه وجاءوا به إلى الموضع فلم يجدوه . فقالوا شَرَطْنا لربنا أن لا يكذب منا أحد إلا قطعنا لسانه . فتكلمت الشاة بإذن الله عز وجل . فقالت قد شرب من لبنى . فقالت الشجرة قد استظل بى . فطلبوه فأصابوه ، فكان معهم حتى مات فى مدينتهم نِينَوَى ، من أرض الموصل على دِجلة . وروى أنه ألقى نفسه فى دِجلة وأنها البحر ، وأن الحوت ذهب به إلى البحر الكبير ، ثم رجع فألقاه بساحل دجلة . ونسبت هذه الرواية لابن عباس . { وَكَذَلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنِين } من غمهم إذا استغاثوا بنا . هى فى مصاحفنا مكتوبة النون الثانية حمراء إشارة إلى إخفائها . وفى مصحف عثمان نجى بنون واحدة وجيم مشددة وياء ساكنة . وهى قراءة ابن عامر وأبى بكر . قال الشيخ خالد فى قراءة عاصم وابن عامر . أصله ننجى بنونين ، حذفت الثانية تخفيفا للتكرار ، فإنه ولو اختلفت الحركة لكنِ الحرفان واحد ، والضمة دليل على أن المحذوف الثانية ، وبها حصل التكرار ، فهى أحق بالحذف ولو كانت أصلا ، وهى فاء الكلمة ، والإدغام متعذر . ولم تحذف تاء فى تتجافى للَبس . وقيل هو فى قراءتها ماض مبنى للمفعول ، وأنه لا حذف ، وأن النائب ضمير المصدر . ويرده أن ياء الماضى الأخيرة لا تسكن وصلا وسعة ، وإنما يخفف آخره بالإسكان فى الشعر ، أو يسكن وقفًا ، وأن المصدر لا يسند إليه مع وجود المفعول به ، على الصحيح . وإن قلت لو كان كذلك لقيل نجيت بالتاء لأن المصدر الذى رجع إليه الضمير التنجية . قلت هو من نجا ينجو ، ضُعِّفت عينه ، وبُنى للمفعول ، ورجع الضمير للنجاة ، قاله ابن هشام . وأجيب بأَن ذلك الإسكان لغة قرأ بها الأعمش { فنُسِّىْ ولم نجد } والحسن { ما بقىْ من الربى } وأنه قد ينوب غير المفعول به مع وجوده . وأنه قد ينوب غير المفعول به مع وجوده . ورُدَّ أيضًا بأن ضمير المصدر إذا كان مفهوما من الفعل لا ينوب . وأجيب بورود نيابته فى { وحِيلَ بَينَهم } قال هو والشيخ خالد وقيل الأصل ننجى بسكون النون ، أدغمت فى الجيم ، كإِجاصة واحدة الإجَاص ، وأجاصة قصرية يغسل ويعجن فيها . يقال إنجاصة وإنجائة ، لغة بما فيه أنكرها الأكثرون . قال وإدغام النون لا يكاد يعرف . قال الشيخ خالد لأن النون تخفى عند الجيم ولا تدغم . وقرئ فنجى بنونين والتشديد . وزعم بعضهم أن هذه الواقعة كانت قبل نبوة يونس - عليه السلام - جوابا عما نسب إلى نفسه من الظلم . قلت قد مر معنى ظلمه ، ومِثله يجوز صدوره من الأنبياء . والحق أن النبى معصوم من الكبيرة ، قبل النبوة وبعدها . قالوا { وذا النون } - إلى { خاشعين } لزوال الهم والكيد وضيقِ الأسباب . وروى من ضاقت حالته دنيوية ، أو أخروية ، فليرجع إلى الله ويتب . ، ويستغفرْ ، سبعين مرة ، ويُصَلِّ على النبى صلى الله عليه وسلم كذلك ، ثم يتوضأْ ويُصلِّ ركعتين بالفاتحة وغيرها فإذا سلم استغفر وصلى - كما مر - وقرأ { قال لهم الناس إن الناس - إلى - الوكيل } { وأيوبَ إذ نادى - إلى العابدين } { وذا النون - إلى - المؤمنين } و { فستذكرون ما أقول - إلى - العذاب } و { فإن تولوا فقل حسبى الله } الخ وسأل حاجته . وقالوا من أصابه هَمٌّ فليكتب فى قرطاس ويُلْقِه فى الماء الجارى بسم الله الرحمن الرحيم من العبد الذليل إلى المولى الجليل . رب إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين . اللهم بحرمة محمد صلى الله عليه وسلم اكشف ضرى وهمى ، وفرِّج عنى غمى .