Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 8-8)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ } أى الرسل أو الرجال الموحَى إليهم والمتصَدَقُ واحدٌ . { جَسَدًا } مفرد مراد به الجنس ، كأنه قيل أجساد ، أو فى الإفراد والتنكير إيماء إلى نوع ، كما يظهر بتقدير مضاف ، أى ذوى قوى من الأجساد أو أفرد لأنه فى الأصل مصدر ، أو الحكم على الجمع ، أى ما جعلنا آدم جسداً لا يأكل ، وما جعلنا إدريس جسداً لا يأكل . وهكذا ، فاختص بقوله ما جعلناهم جسداً . والجسد جسم ذو لون ، ولذلك لا يقال للماء والهواء لأنهما ولو كانا جسمين لكن لا لون لهما . وإنما يتلوّن الماء بكون ظرفه أو مقابله ، وما يُرى فى الريح إنما هو تراب أو نحوه . وقال الفخر بل الماء له لون يُرى لا يحجب عما وراءه . وقيل الجسد جسم ذو تركيب ، لأن أصله جمع الشئ واشتداده . { لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ } نعت لجسدا على المعنى ، أو مفعول ثان بعد مفعول ثان متعدد . فإن أريد بالجسد ما لا يتغذى ، فهو منفى كالجملة بعده المؤكدة ، وإن أريد ما يتغذى فهو مثبت . والنفى متسلط على الجملة بعده وذلك من تمام الجواب السابق . وقيل جواب لقولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام . { وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ } تأكيد لما قبله فإن من يأكل الطعام لا بُدَّ له من الموت . والطعام نفسه من أسباب الموت . وذلك إما لاعتقادهم أن الملائكة لا يموتون ، أو علموا أنهم يموتون ، لكن سمّوا طُول حياتهم خلودا .