Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 129-129)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَللَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ } إن ما فى السماوات وما فى الأرض ملك لله ، ومخلوق لله ، وعبيد لله لا لغيره ، وهذا إلى قوله { والله غفور رحيم } تأكيد لقوله { ليس لك من الأمر شىء } أى فله أن يفعل ما يشاء فى ملكه والغفران والتعذيب بمشيئته . { يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَآءُ } الغفران له إن يوفقه للتوبة . { وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَآءُ } تعذيبه بأن لا يوفقه . قال الحسن البصرى يغفر الله لمن يشاء بالتوبة ، ولا يشاء أن يغفر إلا للتائبين ويعذب من يشاء ، ولا يشاء أن يعذب إلا المستحقين للعذاب وعن عطاء يغفر لمن يتوب إليه ، ويعذب من لقيه ظالماً ، وليس من الحكمة أن يعذب المطيع الموفى ، وليس منها أن يرحم العاصى المصر ، وقد انتفى الله من أن يكون ظالماً ، وعد من الظلم النقص من حسنات المحسن والزيادة فى سيئات المسىء ، وليس من الجائز عليه ذلك خلافاً للأشعرية فى قوله يجوز أن يدخل الجنة جميع المشركين والنار جميع الأبرار ، وقد أخطأوا فى ذلك ، لا يجوز ذلك ولو شخص واحد { وَاللَّهُ غَفُورٌ } ستار الذنوب . { رَّحِيمٌ } منعم بالجنة وذلك بفض منه وذكره بعد ذلك { يغفر لمن يشاء ، ويعذب من يشاء } لأنه على سعة فضله ورحمته ، سبقت غضبه .