Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 139-139)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تَهِنُوا } أى لا تضعفوا عن الجهاد ، بما أصابكم يوم أحد . { وَلاَ تَحْزَنُوا } على من قتل منكم يوم أحد أو جرح ، نزلت الآية فى التسلية عما وقع بأحد . { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } بالْغَلَبَةِ على المشركين إن كنتم مؤمنين ، فى عاقبة الأمر فهذه بشارة بالنصر ، والغلبة وتقوية لقلوبهم ، لأن أمر الشرك باطل زهوق ، والواو للاستئناف ، أو الحال ، المقدرة لكن هذا التقدير يفيد إنزال الجملة كما لو قيل لك جىء مكرماً ، وأريد جىء مقدراً للإكرام ، ويجوز أن يكون المعنى وأنتم الأعلون شأناً ، لأنكم على الحق ، وهو على الباطل وقتالكم لله ، وقتالهم للشيطان ، وقتلاكم فى الجنة ، وقتلاهم فى النار ، أو أنكم أصبتم منهم يومد بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد ، فالحال فى هذه الأوجه محكية ، بمعنى أنكم قد نلتم ذلك العلو ، أو مقارنة بمعنى أنكم متصفون الآن ، بذلك العلو الماضى ، وكذا فى قول ابن عباس إنهُ إنهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الشعب ، فأقبل خالد بن الوليد بخل المشركين يريد أن يعلو عليهم الجبل ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم " لا تعل علينا اللهم لا قوة لنا إلا بك " ، وتأهب نفر من المسلمين ، رماة فصعدوا الجب ورموا حتى هزموهم ، فذلك قوله تعالى { وأنتم الأعلون } . { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } وعلى قول ابن عباس هذا ، وغيره يكون قوله { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِين } شرطاً فى تحقق العلو والأنتفاع به ، أى إن كنتم مؤمنين حقا ، فقد حصل لكم الغلبة ، بالنفر الصاعدين الجبل ، وإلا لم تنتفعوا بها فكأنها غير واقعة ، وكأنكم غير عالين ، أو شرطاً فى النهى عن الوهن ، والحزن ، لأنه إن لم يتحقق إيمانهم وهنو ا وحزنوا ، فجواب { إن } محذوف دل عليه لا تهنوا ، ولا تحزنوا ، أو قوله { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } ، والإيمان التوحيد ، وامتثال الأمر واجتناب النهى هنا ، وقيل بمعنى التصديق بما يعبدهم والله ويبشرهم به من الغلبة على المشركين ، فيما بعد .