Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 157-157)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ } فى سبيله بلا قتل ، كمن مات بمرض أو لدغ أو لسع أو غير ذلك بعد خروجه إلى الغزو ، وكسرة ميم { متم } الأولى لتدل على حركة عين الكلمة المحذوفة ، وحركتها كسرة وذلك لأنه من لغة من يقول مات يمات بكسر عين الماضى وفتح عين المضارع ، وأصل مات موت بكسر الواو ، قلبت ألفاً لتحركها بعد فتح ، وأصل يمات يموت بإسكان الميم ، وفتح الواو نقلت فتحتها للميم ، وقلبت ألفاً وذلك قراءة نافع والكسائى وحمزة ، وقرأ غيره بضم الميم على لغة مات يموت كقال يقول ضم الميم ، دلالة على أن عين الكلمة واو ، أو نقل إلى فعل بضم العين عند اتصال ضمير الرفع المتحرك وكذا القراءتان فى جميع القرآن فى متم ومتنا ومت ، واللام موطئة لجواب قسم محذوف ، أى والله لئن قتلتم فى سبيل الله ، أو متم والجواب قوله تعالى { لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } فاللام لام التأكيد فى جواب القسم ، أو لام الابتداء أو كلاهما مسوغ للابتداء بالنكرة وسوغ هنا أيضاً الوصف وهو من الله ، ورحمة معطوف على مغفرة ، فمسوغه اللام ، ووصف محذوف أى ورحمة منه ، وجواب القسم مغن عن جواب الشرط ، وقيل يقدر له جواب من جنس القسم وجوابه ، أى إن متم أو قتلتم فى سبيل الله ، فوالله لمغفرة لذنوبكم من أجل ذلك الجهاد ، أو الخروج إليه ، والموت والقتل ورحمة بالجنة ونعيمها لأرواحكم قبل القيامة ولهم لجسادكم بعدها خير مما تجمعون من مال الدنيا ومنافعها ، ولو كانت كلها لكم ذهباً أحمر أو جئتم ، وقدم القتل هنا لأن المقام لذكر المغفرة والرحمة أشرف وأهم ، لأن الثواب عليه أكثر ، والتنكير للقليل ، أى مغفرة قليلة ، ورحمة قليلة خير من الدنيا ، أو للتعظيم ، أو للتكثير لبيان الواقع ، لا لأنه لا يكون خيرا منها إلا العظيم أو الكثير منهما ، وقرأ حفص يجمعون بالتحتية أى لمغفرة من الله ورحمة للميت أو المقتول فى سبيل الله خير مما يجمع الكفار . وعنه صلى الله عليه وسلم " من سأل الشهادة بصدق بلغة الله منازل الشهداء وإن مات عل فراشه " وعنه صلى الله عليه وسلم " من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه " .