Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 46-46)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلاً } فى المهد متعلق بمحذوف حالا من ضمير يكلم ، و { كهلا } معطوفاً على هذه الحال ، أى ثابتاً فى المهد وكهلا ، أى يكلم الناس وقت كونه طفلا فى المهد ، ووقت كونه كهلا ، بكلام الأنبياء ، والمراد أن كلامه فى حال الطفولية والكهولة على حد سواء ، بكلام النبوة ، وجملة { يكلم } قيل معطوفة على { وجيها } و { المهد } ما يفرش للصبى ، ويطوى فيه ، وأصله مصدر رسمى به ، والكهل من اجتمعت قوته وتم شبابهُ ، وأول سن الكهولة ثلاثون سنة ، وقيل اثنان وثلاثون ، وقيل خمس وثلاثون ، وقيل ثلاث وثلاثون ، وقيل أربعون وآخرها خمسون ، وقيل اثنان وخمسون ، وقيل ستون ويدخل فى سن الشيخوخة . وكلام عيسى فى المهد ، قوله فى تبرئة أمه { إنى عَبْد اللهِ آتَانى الكِتَابَ } إلى قوله { ويَوم أُبْعَثُ حيّاً } وعن مجاهد قالت مريم كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثنى وحدثتهُ ، فاذا شغلنى عنهُ شأن يسبح فى بطنى وأنا أسمع . وعن ابن قتيبة لما بلغ عيسى بن مريم ثلاثين سنة ، أرسلهُ الله إلى بنى إسرائيل فمكث فى رسالته ثلاثين شهراً ثم رفعه الله تعالى . وقال ابن منبه جاءه الوحى على رأس ثلاثين سنة ، فمكث فى نبوته ثلاث سنين وأشهراً ثم رفعهُ الله . ومن قال أول سن الكهولة أربعون سنة ، فلا بد أن يقول رفع شاباً ، ويكلم الناس كهلا على هذا إذا نزل آخر الزمان ، ويقتل الدجال … قال الحسن بن الفضل يكلم الناس كهلا بعد نزوله من السماء ، قيل لبعضهم هل تجد نزول عيسى فى القرآن ؟ قال نعم قوله تعالى { وكَهْلاً } بعد نزوله من السماء ، والأولى أنه يكلم كهلا قبل أن يرفعه الله ، وفى ذلك بشارة لمريم عليه السلام ، بأنهُ يعيش حتى يكتهل ، وخص الكهولة لأنهُ يكلم فى المهد ببراءتها ، وفى الكهولة بالوحى ، قيل تكلم ببرائتها تم أمسك عن الكلام إلى وقت تكلم الصبيان . وقيل تكلم فى المهد بالوعظ والذكر ، ولم يمسك عنهُ ، وقيل خص الكهولة لأنها وقت استحكام العقل والرأى ولذلك يقال للحكيم كهل . كما قال مجاهد وبه فسره ، وفى ذكر اختلاف أحواله من الصبى إلى الكهل رد على وفد نجران وغيرهم ، فى قولهم إنه إله ، لأن التغير محال فى حق الإله . { وَمِنَ الصَّالِحِينَ } متعلق بمحذوف حال معطوفة على حال الضمير فى { يكلم } أو حال { كلمة } ، أى وثابتاً من الصالحين ، أى من عباد الله الصالحين كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، وختم صفاته بالصلاح ، لأنه أشرف المراتب ، إذ لا يسمى صالحاً حتى يواظب على الطاعات قولا وفعلا ، فى الطريق الأكمل .