Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 108-108)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ } يستترون فى حال فعل الذنب حياء من الناس ، أو خوفا منهم ، والحال أنهم لا يطيقون الاخفاء عن الله ، والجملة الثانية حال من واو الأولى ، ويجوز عطفها على الأولى ، واستعمل عدم الاستخفاء عن الله تعالى فى معنى عدم حصول الخفاء عنه ، لأن عدم حصول الخفاء عن الانسان مثلا مسبب عدم الاستخفاء عنه ، ويجوز أن يكون المعنى ولا يطلبون الخفاء عن الله ، لعلمهم بأنه لا يحصل لهم أو لاعراضهم عن التفكر فى العقاب ، ويجوز تفسير الاستخفاءين بالاستحياء ، لأن الاستحياء سبب للاستخفاء ، وذلك عيب عظيم اذ الله أحق أن يستخفى منه لعظم عقابه ، وعلمه بالأشياء اجمالا وتفصيلا كما قال { وَهُوَ مَعَهُمْ } بالعلم والقدرة فيجازيهم على علمه ، ولا مانع له ، والجملة حال من واو الجملة الثانية . { إِذْ يُبَيِّتُونَ } متعلق بما تعلق به مع ، أو بمع لنيابته عنه ، أو يستخفون الثانى ، ومعنى التبييت التدبير فى البيات ليلا أو فى بيت على خلوة فيبيتون مأخوذ من البيات أو من البيت . { مَا لا يَرْضَى } أى الله . { مِنَ القَوْلِ } وهو رمى البارىء والحلف الكاذب ، وشهادة الزور ، اتفق قوم طعمة ليلا أو فى بيت أن يشهدوا بالسرقة على اليهودى دفعا عن طعمة ، وقد علموا أن طعمة هو السارق ، أو ظنوا أنه سارق فى الجاهلية . وروى أن طعمة قال أرمى اليهودى بأنه سارق الدرع ، وأحلف أنى لم أسرقها ، فتقبل يمينى لأنى على دينهم ، ولا تقبل يمين اليهودى ، وقال قوم طعمة نشهد زورا لدفع شيئين السرقة وعقوبتها ، عن واحد منا فذلك تبييت القول ، فسمى تدبير القول قولا مجازا ، لأن التدبير فى القلب والقول حقيقة باللسان أو أريد بالقول الحلف الكاذب ، وما يحلفون عليه . { وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً } بعلمه لا يخفى عنه .