Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 144-144)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ } كما اتخذهم المنافقون أولياء فتكون لكم النار مثلهم ، وكانت للأنصار من فريضة مودة ورضاع ، فنهاهم الله فقالوا يا رسول الله من نتولى ؟ فقال صلى الله عليه وسلم تولو المهاجرين ، وانما للمؤمن أن يخالف الفاجر لا أن يواله ، قال صعصعة بن صوحان لابن أخ له خالص المؤمن وخالق الكافر والفاجر ، فان الكافر يرضى منك بالخلق الحسن ، وأنه يحق عليك تخالص المؤمن . { أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا اللهِ } باتخاذكم الكافرين أولياء من دون المؤمنين . { عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } حجة بينة يهلككم بها ، لأن موالاتهم دليل النفاق ، وهى تفسير النفاق ، وعند عالم السر وأخفى ، ويجوز أن يكون سلطانا بمعنى تسلط أى تسلطا واضحا بالعقاب ، ومن دون المؤمنين نعت كاسف لأولياء لأن الأولياء اذا كانوا كافرين لا يتصور أن يكون معهم المؤمنون أولياء ، لأنك اذا واليت كافرا أبطلت ولايتك للمؤمن ، ولو زعمت أنك باق عليها ، والله متعلق بمحذوف مفعول ثان لتجعل ، وعليكم يتعلق بما يتعلق به لله على طريق تعدد المفعول الثانى ، أو لله متعلق بتجعلوا ، وعليكم مفعول ثان ، وأما جعل عليكم لسطانا ولله مفعول ثان أو بالعكس ، ففيه مجىء الحال من منسوخ أصله المبتدأ ، والصحيح جوازه فى باب ظن ، وأما تعليق أحدهما بتجعل ، والآخر بمحذوف حال من سلطانا ففيه اخراج الجعل عن التعدى لمفعولين ، وهو خلاف الأصل اذ ليس بمعنى خلق الا أن يجعل مبينا مفعولا ثانيا لا نعتا لسلطانا ، والواضح كونه نعتا .