Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 145-145)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ المُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } ان الذين أوتوا بالقول ، وضيعوا العمل ، سواء كان أيضا الشرك فى قلوبهم أو لم يكن ، وقال غير أصحابنا المنافقون هم الذين أظهروا الشرك ، وأظهروا التوحيد ، وقال أصحابنا هم الذين ضيعوا العمل وفى ألسنتهم وقلوبهم التوحيد ، ويدل له قوله صلى لله عليه سلم " ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صام وصلى وزعم أنه مسلم من اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف ، واذا اؤتمن خان " . وزعم غيرهم أنه سمى من كن فيه منافقا تغليظا وتشبيها بمن أضمر الشرك ، وهو خلاف الظاهر ، نعم الذى يظهر لى أن المنافق يطلق بالوجهين ، كما رأيت الدلائل كالمنافقين فى صورة التوبة فان الظاهر أنهم مشركون ، وذكر الخازن قول أصحابنا بقوله ، وقيل هو الذى يصف الاسلام بلسانه ، ولا يعلم بشرائعه ، أو عنى قوله حذيفة المنافق الذى يصف الاسلام ، ولا يعمل به ، وقول الحسن أبى على النفاق زمان ، وهو متروك فيه ، فأصبح قد عمم وقلد وأعطى سيفا يعنى الحجاج . وقول ابن عمر لما قال له ندخل على السلطان ونتكلم بكلام فاذا خرجنا تكلمنا بخلاف إنا كنا نعد هذا من النفاق ، وهذه الروايات دلائل لأصحابنا . والدرك الأسفل من النار الطبقة السفلى من النار ، سميت طبقاتها دركات لأنها تداركت آى تلاحقت واتصلت يتلوا بعض بعضا ، وبعض تحت بعض متصل به ، وانما كان المنافقون فى سفلاهن على مذهب أصحابنا فيما يظهر لى ، لأنهم علموا ما لم يعلمه المشركون وحققوا ما لم يحقق المشركون ، ودركات جنهم سبع ، وقد قال صلى الله عليه وسلم " ويل لمن علم ولم يعمل سبع مرات " فكانت لهم مجاوزة ست دركات والوقوع فى السابعة الجامعة لأنواع عذاب الست وزيادة ، ولأنهم شاركوا المشركين فى مطلق المعاصى ، وزادوا بالخدع للمسلمين وغشهم . والاستهزاء بالايمان وان لم يكونوا بصورة الخداع ، وظهر أمرهم ففيهم الاستهزاء به وان أضمروا الشرك اذا أطلقنا اسم المشرك على مضمره ، ففيهم تلك الشرور كلها مع عظم الخدع بكونه بالشرك ، ولا سيما أن ضموا اليه نقل أسرار المسلمين للمشركين ، والدلالة على المسلمين لمن يقتلهم أو يأخذ مالهم ، وكانوا أشد تمكنا من المسلمين ، لأنهم عدو داخل ، ومن حضر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أشد عذابا ، لأنه شاهد المعجزات الحق أرق . قال أبو هريرة ، وابن سعود وغيرهم المنافقون فى الدرك الأسفل من النار فى توابيت من النار ، تقفل عليهم ، وتوقد النار من تحتهم وفوقهم ، وعبارة بعض غير أصحابنا أن المنافقين مختصون بزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس على ظاهره ، وانما أراد نفى تسمية من فسق بعد موته منافقا ، لم يرد أنه ان اتصف أحد بعده صلى الله عليه سلم بصفة المنافقين على عهده لا يسمى منافقا ، وغير أصحابنا يقولون ان الفسقة من هذه الأمة يكونون فى الطبقة الأولى من النار ، وهى الأعلى والظاهر أنهم يقولون كذلك فى فسقة سائر الأمم ، وأنهم يقولون باخراجهم أيضا من النار ، كما يقولون فى فسقة هذه الأمة ، وقرأ الكوفيون باسكان راء الدرك والفتح أولى ، لأنه يجمع على ادراك لا أدرك ، وفسر بعضهم الدرك بالفتح والاسكان ببيت مقفل عليهم توقد النار فوقه وتحته ، وبعض بتابوت توقد فوقه وتحته . { وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } يخرجهم عن الدرك ، وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغى لهم نصيرا ، ولكن المعنى لو بحثت لهم عن نصير لم تجده أو لا ترى لهم نصيرا لأنه غير موجود .