Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 152-152)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } أى من رسله ، بل آمنوا بجميعهم ، والمراد المسلمون ، ولا ترد الهاء لله ورسله ، لأن لفظ أحد المعنى بعض من كل لا سمى به الله ، وانما ساغ أن يقال بين أحد مع أنها لا تقع الا بين متعدد ، لأن لفظ أحد عام لوقوعه فى سياق النفى ، كأنه قيل بين جملة من الرسل ، وجملة أخرى ، أو بين بعض الرسل وبعضهم الآخر . { أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } الموعودة لهم ، وأكد ايتاء الأجور بسوف ، بمعنى أنه لا بد منه ولو تأخر ، كذلك بقول الزمخشرى أن سوف والسين يؤكدان ما دخلا عليه من محبوب أو مكروه وجهه ، فبما أن المضارع موضوع للاستقبال ، كما وضع للحال ، فاذا دخلت احداهما عليه أفادت توكيد مضمونه ، وهو مشكل لأنه على قول بأنه موضوع للحال وللاستقبال فائدة التعيين للاستقبال ، وقيل وضع للحال فقط ، ولا يحمل للاستقبال الا لقرينة مثل السين ، وسوف نعم قيل موضوع للاستقبال ، ولا يكون للحال الا لدليل ، وعلى هذا فدخولهما عليه للتوكيد ، لكن قد لا نسلم أنهما يؤكدان المضمون ، بل يؤكدان الاستقبال نعم كونهما مؤكدين للمضمون المستقبل أفيد . قال ابن هشام ليست أنها تفيد الوعد بحصول الفعل ، فدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتض لتوكيده ، وتثبيت معناه ، وقرأ حفص عن عاصم ، وقالون عن يعقوب يؤتيهم بالمثناة التحتية . { وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً } يغفر ذنوبهم ، وينعم عليهم بتضعيف الحسنات ، وفى ايتاء الأجر والغفران والرحمة للمؤمنين ، ترغيب لليهود والنصارى ، وروى أن كعب بن الأشرف ، وفنحاص بن عازوراء وغيرهما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت نبيا صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى . فنزل قوله تعالى { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ }