Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 163-163)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَا أَوحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِّينَ مِن بَعْدِهِ } حال من النبيين ، ولم يذكر مفعول أوحينا ، لأن المقام مقام اثبات أنك نبى له الوحى من الله ، وان نبوتك على طريق نبوة من قبلك ، سواء فى الوحى ، فلا تبال باقتراح أهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء على كيفية يحبونها ، بأن يكون نزوله بمرة ، فهذه عدة أنبياء لم ينزل على أحدهم كتابا بمرة ، وهم مقرون بهم ، كذا قيل وهو غير مسلم ، وقيل فى سبب نزولها قول بعض أحبار اليهود ما أنزل الله على بشر من شىء ، وسمى بعض العلماء هذا البعض مسكون ، وعدى بن زيد ، وبدأ بنوح لأنه أول نبى بعث بشريعة ، وأول نذير على الشرك فيما قيل ، وذكر بعض أنه أنزل عليه عشر صحائف ، وهذا غير معروف ، ولأنه أول من عذبت أمته لتكذيبهم له وأهلكوا بدعوته ، ولأنه كآدم لأنه لم يلد أحد ممن لم يغرق من الناس ، وهم مؤمنون وممن معه فى السفينة الا أولاده ، وهو أطول الأنبياء عمرا ، ولم تنقص له سن ، وصبر على أذاهم طول عمره . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ } أولاد يعقوب الاثنى عشر . { وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ } ذكرهم مع شمول بعض النبيين لهم ، وأعاد لفظ أوحينا تشريفا لهم ، ولأن ابراهيم أول أولى العزم ، وعيسى آخرهم قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمره الله أن يصبر كما صبر أولوا العزم ، فصبر فكان منهم آخرهم على الاطلاق ، وما بين ابراهيم وعيسى مشاهير الأنبياء كابراهيم وعيسى . { وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً } خصه بالذكر لشهرته بزبوره ، واعظاما لزبوره ، وكونه يقرأ بصوت ألين مرات ، وأدخله فى الأسماع والقلوب ، ولذلك بدل الأسلوب فقال { وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً } ولم يذكر داود وحده بالعطف ، وزبور اسم لكتاب داود عليه السلام ، وأصله فعول بفتح الفاء بمعنى مفعول كركوب بفتح الراء بمعنى مركوب ، أى مزبور أى مكتوب ، ثم تغلبت عليه الاسمية ، وقيل معناه وآتينا داود كتابا مزبورا على بقاء الوصفية ، وعدم تعيين اسمه بهذا اللفظ ، وليس كذلك بدليل أنه لا يذكر الا بلفظ زبور ، فدل على أنه علم على الكتاب وهو مائة وخمسون سورة ، تسبيح وتقديس ، وتحميد وثناء على الله عز وجل ، ومواعظ لا حكم فيه ولا حلال ولا حرام ، ولم يذكر موسى عليه السلام ، لأن كتابه نزل جملة مكتوبا ، وقرأ حمزة زبور كفلس وفلوس فى الوزن بضم الزاى جمع زين بفتح الزاى واسكان الياء مصدر بمعنى مفعول ، أو جمع زبور بفتح الزاى جمع ترخيم بأن حذفت الواو من المفرد ، وسكنت باءه فجمع بعد ذلك .