Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 37-37)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } الذى بدل من " من " لا نعته ، لأن من الموصولة لا تنعت بمعرفة ولا نكرة ، وإن جعلت نكرة موصوفة فالمعرفة لا تبدل من النكرة أو خبر لمحذوف أو منصوب لمحذوف على الذم ، أى هم الذين يبخلون ، أو أعنى الذين ، أو مبتدأ خبره محذوف ، أى { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } . { وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } أحقاء بكل ملامة ، وقرأ حمزة والكسائى البَخَل بفتح الباء والخاء هنا وفى سورة الحديد ، وهو لغة . وقرىء البخل بضمها . وقرىء البَخْل بفتح الباء وسكون الخاء والآية نزلت فى كردم بن زيد ، وحيى بن أخطب ورفاعة بن زيد ، وأسامة ابن حبيب ، ونافع بن أبى نافع ، ويحيى بن عمرو ، وهو من اليهود . قال ابن عباس كانوا يقولون لزال من الأنصار يخالطوهم لا تنفقوا أموالكم فانا نخشى عليكم الفقر ولا تدرون ما يصير إليه أمر محمد تنصحاً منهم ، لعنهم الله ، ويكتمون ما أعطاهم الله من المال لئلا يسألهم سائل ، أو يطمع فيهم طامع ، وليقل بحسب الظاهر ، ما لزمهم من المال ، وقيل نزلت فى علماء اليهود الذين يكتمون صفة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهم يبخلون بإظهارها ويأمرون بالبخل به ، ويكتمونها ، وقد أتاهم الله بيانها فى التوراة من فضله ، وقيل المراد الأغنياء الذين كتموا الغنى وأظهروا الفقر بخلوا بالمال ، ولا يؤدون حقه ، والبخل فى نفسه عيب ، فكيف من يأمر به بعد أن بخل ، ومن أمثال العرب ، كما فى الكشاف ما أبخل من الضنين بنائل غيره قال الشاعر @ وإن أمرأ ضنت يداه على امرء بنيل يد من غير لبخيل @@ قال ولقد رأينا ممن بلى بداء البخل ، من إذا طرق سمعه أن أحداً جاء لى أحد شخص به وحل حبوته ، واضطرب ودارت عيناه فى رأسه كأنما نهب رحله ومسرت خزائنه ضجراً ، من ذلك وحسرة على وجوده . وعنه صلى الله عليه وسلم " إذا أنعم الله على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته على عبده " وبنى عامل الرشيد قصراً حذاء قصره فنم به عنده ، فقال الرجل يا أمير المؤمنين إن الكريم يسره أن يرى أثر نعمته فأحببت أن أسرك بالنظر إلى آثار نعمتك ، فأعجبه كلامه ، وعنه صلى الله عليه وسلم " خصلتان لا تجتمعان فى مؤمن البخل وسوء الخلق " . و { مِن فَضْلِهِ } متعلق بأتى على أن من للابتداء أو لمحذوف حال من ماء أو العائد المحذوف على أنها تبعيضية ، ويجوز الابتداء أيضاً . { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } أى الذين جحدوا نعمته بالبخل والكتم ، والمعصية ومقتضى الظاهر وأعتدنا لهم ، ولكن وضع الظاهر موضع المضمر ليصفهم بأن بخلهم وأمرهم بالبخل وكتمهم كفر . { عَذَاباً مُّهِيناً } فى الآخرة يهينهم كما أهانوا النعمة بالإخفاء والكتم وعدم الشكر .