Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 38-38)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ النَّاسِ } ليقال ما أجودهم وما أسخاهم ، و { رئاء } مفعول لأجله أو حلا من واو ينفقون أى مرائين ، و { الذين } معطوف على الكافرين ، أى وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً وأعتدنا للذين ينفقون ، أو معطوف على الذين فى أوجه الإعراب ، أو مبتدأ خبره محذوف ، أى والذين ينفقون أموالهم رياء الناس . { وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ } معذبون أو قرينهم الشيطان ، كما يناسبه قوله { وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينا } ويجوز أن يكون من { والذين } فى الموضعين ، قوماً واحداً عطفت صفتهم ، نزلت ذلك فى اليهود ، ينفقون أموالهم رياء ولا يؤمنون بالله لأنهم قالوا عزير ابن الله ولا باليوم الآخر ، لأنهم قالوا يمكثون فى النار قدر مدة عبادة العجل ، وهة أربعون يوماً ، أو قدر أسبوع ، وقيل فى مشركى مكة ، الذين انفقوا أموالهم فى عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الجمهور قومنا فى المشركين الذين يخفون الشرك ويظهرون التوحيد { يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ } وما إيمانهم إلا كإيمان اليهود أو دونه ، بأن يكونوا كمشركى قريش ، وفى صحيح الربيع وغيره أن الله يقول " أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه غيرى فهو لغيرى " باختلاف الروايات بالزيادة والإسقاط والألفاظ ، وقرن الإنفاق رياء بالبخل لأنه إسراف وهو إفراط والبخل تفريط ، وكفى من الإفراط والتفريط ، قبيح جالب للذم . { وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً } صاحباً وخليلا مقروناً به فى الدنيا يضله فيتبعه ، أو مقروناً به فى الآخر بسلسة من النار لاقترانهما فى الدنيا بالمعاصى ، ويجوز أن يكون بمعنى فاعل ، ألا مقارنا كجليس بمعنى مجالس على الوجهين ، وجه القرن فى الدنيا ووجه القرن فى الآخرة وذلك على الضلالة ، لأن الموفق له قرين أيضاً لكن يخالفه . { فَسَآءَ قِرِينا } الشيطان قال الله تعالى { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }