Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 54-54)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم } أى بل { يَحسِدُونَ النَّاسَ } أم للانتقال والانكار والتوبيخ . قال الكلبى { النَّاسَ } رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمى الناس تعظيما له ، لأنه اجتمع ما تفرق في الناس من خصال الخير ، ولأنه كان أمة ، أعنى منفردا بالاسلام فى أول أمره ، ولأن الناس وغيرهم خلفوا لأجله . لولاه لم تخرج الدنيا من العدم ، ولأنه قدوة لأمته ، وقد أخذ العهد على كل نبى وأمته أن يؤمن به ، ويتبعه أن بعث فى زمانه . وقال الحسن { النَّاسَ } رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وقيل العرب كلهم ، لأنهم كرهوا خروج النبوة من بنى اسرائيل ، وقيل حسدوا الناس جميعا ، لأن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم نفع للناس ، وكمال لهم ، ورشد ، ذم الله اليهود على البخل والحسد ، وهم أشر آل ذائل ، وهما متلازمان ما كان منهما ترتب عليه الآخر . { عَلَى مَآ ءَاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ } أى الرسالة والقرآن والنصر والاعزاز ، أو جعل النبى الموعود به صلى الله عليه وسلم منهم ، اذا فسرنا الناس ، وضمير النصب بالعرب ، والفضل فى الدين . قال الكلبى { الفضل } التوسعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنكاح تسع نسوة . قالت اليهود لعنهم الله انظروا الى هذا الذى لا يشبع من الطعام ، ولا والله ماله هم إلا النساء ، حسدوه لكثرة نسائه ، وعابوه بذلك ، فقالوا لو كان نبيا ما رغب فى كثرة النساء . وعن ابن عباس { النَّاسَ } محمد صلى الله عليه وسلم ، { ومَآ ءَاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ } النبوة . وقال قتادة { النَّاسَ } العرب ، وما آتاهم من فضله هو محمد عليه الصلاة والسلام ، ومن للتبعيض أو للابتداء ، وقيل للبيان ، ولما رفع الله موسى نجيا ، رأى رجلا متعلقا بالعرش فقال يا رب من هذا ؟ قال هذا عبد من عبادى صالح ان شئت أخبرتك بعمله ، قال يا رب أخبرنى قال كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله . { فَقَد آتَينَا آل إبرَاهِيم } الذين هم أسلاف محمد صلى الله عليه وسلم ، وأبناء عمه ، فانه صلى الله عليه وسلم من ذرية اسماعيل عليه السلام ، واسماعيل أخو اسحاق ، فاسحاق عليه السلام عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذرية اسحاق بنو عمه . { الكِتَابَ } جنس الكتاب فشمل التوراة والانجيل والزبور وغيرهما . { وَالحِكمَةَ } النبوة . { وَآتَينَاهُم مُّلكًا عَظِيمًا } فلا يبعد أن يؤتى الله الرحمن الرحيم محمدا والعرب ، أو الناس مثل هؤلاء ، وكيف حسدوه صلى الله عليه وسلم ، أو حسدوا العرب ، أو الناس ، ولم يحسدوا ابراهيم ؟ قال ابن عباس الملك فى آل ابراهيم ، ملك يوسف وداود وسليمان . وقال مجاهد الملك العظيم النبوة ، لأن الملك لمن له الأمر والطاعة ، والأنبياء لهم الملك والطاعة . والجمهور أن الملك غير النبوة كالمال والنساء ، كان لداود مائة امرأة ، ولسليمان ألف امرأة ثلاثمائة حرة ، وسبعمائة سرية ، ولم يكن لمحمد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تسع نسوة .