Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 60-60)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزعُمُونَ أَنَهُم آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ } الذين يزعمون أنهم آمنوا بالقرآن هم رجل من المنافقين اسمه بشر ومن معه منهم ، وما قبله من كتب الله تعالى . والطاغوت كعب بن الأشرف ، والتحاكم أن يدعو كل واحد من الخصماء الآخر الى الحكم ، سواء اتفقا على حاكم ، أو دعا أحدهما الى حاكم والآخر الى حاكم آخر ، كما هنا ، فالرجل المنافق دعا الى الطاغوت الذى هو كعب ، وخصمه وهو يهودى دعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبى إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، ولما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال انطلق الى عمر ، فأتيا عمر فقال اليهودى اختصمت انا وهذا الى محمد ، فقضى لى عليه فلم يرضى بقضائه ، وزعم أنه مخاصمى اليك ، فقال عمر للمنافق أكذلك ؟ قال نعم ، فقال لهما عمر رويدا أخرج اليكما ، فدخل عمر البيت وأخذ سيفا واشتمل عليه ثم خرج فضرب به المنافق حتى برد فقال هكذا أقضى لمن لم يرضى بقضاء الله ورسوله فنزلت الآية { أَلَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزعُموُنَ } الى آخرها ، ونزل { وما أرسلنا من رسول الا ليطاع } الى { تسليما } وقال جبريل ان عمر فرق بين الحق والباطل ، فسمى الفاروق ، وهذا تفسير ابن عباس رضى الله عنهما . وقال عامر الشعبى نزلت الآية فى منافق اسمه بشر ، خاصم رجلا من اليهود ، فدعا اليهودى الى المسلمين لعلمه أنهم لا يرتشون ، ودعاه المنافق الى اليهود لعلمه بأنهم يرتشون فاتفقا بعد ذلك أن يأتيا كاهنا كان بالمدينة فرضياه ، فنزلت هذه الآية . وعلى هذا فالطاغوت الكاهن ، وقيل { الَّذِينَ يَزعُموُنَ أَنَهُم آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ } شمل المنافق وشبهه ، ولهم قوله { بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ } واليهود ومن معه ، ولهم قوله { وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ } ومثل هذا ما رواه السدى أن المنافق من اليهود ، والمشهور أنه من الأنصار . قال ظهر الاسلام وخاصم مع يهودى ، وأنه قتل رجل من بنى النضير رجلا من بنى قريظة ، وكانت دية القرظى على النضيرى ستين وسقاً من تمر ولا يحد القتل ، ودية النضيرى على القرظى مائة وسق ، وان شاء الولى قتله ولم يأخذ الدية ، والخزرج مع قريظة ، والأوس مع النضيرى ، وقالت الخزرج وقريظة هذا في الجاهلية لقلتنا وكثرتكم ، والآن جمعنا الاسلام معشر الأوس والخزرج ، فقال المنافقون من الفريقين ننطلق الى أبى بردة الكاهن الأسلمى ، وقال المسلمون من الفريقين بل ننطلق الى النبى صلى الله عليه وسلم ، فأبى المنافقون وانطلقوا الى أبى بردة الكاهن ليحكم بينهم ، فقال أطعموا اللقمة ، يعنى الخطر ، قال لكم عشرة أوسق ، فقالوا بل مائة وسق ، فأبوا إلا عشرة فنزلت آية القصاص وهذه الآية .