Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 100-100)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ لا يَسْتَوِى } فضلا عن أن يفوق . { الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ } عند الله المؤمن والمشرك ، والمطيع والعاصى ، والمال الحرام والمال الحلال ، والمعصية والطاعة ، والجهل والعلم ، فالخبيث والطيب فى الآية على عمومهما ، فالثواب عند الله للمؤمن على طاعته ، واجتنابه لمعصيته ، واجتنابه المال الحرام ، ومنها العلم والعقاب للعاصى على عصيانه بشرك وغيره ان أصر عليه ، ومنه أخذ المال الحرام عمداً وجهل فرضه . وقال السدى المعنى لا يستوى المشرك والمؤمن ، ولو كثر المشرك ، بل يعاقب المشرك ويثاب المؤمن . وقال الكلبى وعطاء لا يستوى الحلال والحرام ، وقدم ذكر الخبيث لأن ما قبله أقرب الى الوعيد منه الى الوعد ، لأن { ما على الرسول الا البلاغ } و { أن الله شديد العقاب } وعيد ، ولأن أكثر الناس كافرون ، وليكون أقرب الى قولك لا يصل الخبيث درجة الطيب كقوله تعالى { لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة } ولا يتعين ذلك لمثل قوله تعالى { قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون } فلكل تقديم وتأخير نكتة فى محله ، وما وجب تقديمه أو تأخيره فوجوبه لنكتة . { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ } هذا الخطاب لكل من يعجبه كثرة الخبيث على عموم البدل لا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها لا تعجبه ، ولو وصيلة ، ويجوز أن يكون الخطاب له على أن لو الملتقى على أصلها لا وصيلة ، فيقدر لها جواب ، أى ولو أعجبك كثرة الخبيث لكان أيضاً عند الله لا يساوى الطيب ، ولا يؤثر عاقل المال الحرام ولو كثر . قال جابر بن عبد الله " نزلت الآية فى رجل قال يا رسول الله ان الخمر كانت تجارتى فهل ينفعنى ذلك المال ان عملت فيه بطاعة الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " ان الله طيب لا يقبل الا طيباً " وهذا الرجل تاجر بالخمر بعد تحريمها ، ولذلك كان مالها حراماً لا يجوز انفاقه فى وجوه البر طاعة ، وقيل نزلت الآية فى حجاج اليمامة لما هم المسلمون بهم . { فَاتَّقُوا اللهَ يَآ أُوْلِى الأَلبَابِ } احذروا عقاب الله ، والتهاون بحقه ، أو كلام مثل هذا والله أعلم . وقيل بسبب رجل جاءه فقال من أبى فيما أمركم به ونهاكم عنه يا ذوى العقول الخالصة فلا تؤثروا الخبيث ولو كثر على طيب ولو قل . { لَعَلَكُم تُفْلِحُونَ } تفوزن عن الخبيث الدائم الى الطيب الدائم .