Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 110-110)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعلَى وَالِدَتِكَ } أى اذكر يا محمد فى الدنيا قول الله جل جلاله لعيسى ابن مريم فى الدنيا يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتى الخ ، أو اذ بدل من يوم يجمع الله الرسل فيكون قول الله له يا عيسى ابن مريم الخ فى الآخرة ، ولكن لتحقيق وقوعه يوم القيامة كان اللفظ باذ الموضوعة للزمان الماضى كأنه وقع ومضى ، وقيل استعمل اذ وقال للاستقبال ، ولا يصح تعليق اذ بأجبتم كما قيل ، وصح تعلقه بيقول على أن المعنى المراد لعيسى اذكر نعمتى ، انما هو فى الآخرة ، والمراد بقول الله للرسل { ماذا أجبتم } وبقوله لعيسى هذا فى الآخرة توبيخ أممهم بتفريط المفرط منهم كالمكذبين لهم ، وغلو من غلا كقول النصارى عيسى اله أو ابن الله ، وقيل المراد اسماع الله عز وجل الأمم بما أكرم الله عيسى عليه السلام به . { إِذ أَيَّدتُّكَ } قويتك وداود بالأيد ، فالأيد قوة ، واذ بدل من اذ التى قبلها أو تعلق بنعمتى بمعنى انعامى ، ولكونه بمعنى انعامى تعليق به أيضا عليك ، ويجوز تعليق اذ بمحذوف حال من نعمتى ، وقرىء أيدتك بزيادة همزة التعدية ، فالثلاثى أيد أيداً بمعنى قوى قوة ، وأيدتك بالتشديد معدى به ، وأيدتك بهمزة وألف معدى بالهمزة أى قويتك تقوية . { بِرُوحِ القُدُسِ } بجبريل ، وتقدم الكلام عليه فى سورة البقرة ، ويؤيد تفسيره بالكلام الذى يحيى به الدين النفس حياة أبدية وتطهر من الآثام بقوله { تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى المَهْدِ } فان ظاهره أنه بيان لتأييده بروح القدس ، وفى المهد حال من ضمير تكلم ، والمهد القماط . { وَكَهْلاً } معطوف على الحال ، أى ثابتاً فى المهد ، وكهلا أى مجاوزاً للثلاثين ، ووخطه الشيب ، وتقدم الكلام فى ذلك ، والمعنى أنه يكلم الناس فى المهد وكهلا بالحق والعلم والحكمة على حد سواء ، فعقله كمل من الطفولية ، وفيه دليل قيل على أنه سينزل من السماء لأنه رفع وهو دون الكهل ، فيعيش فيكون كهلا ، وليس كذلك ، بل رفع وهو كهل ابن ثلاثين سنة ، ومكث فى رسالته ثلاثين شهراً ، وتقدم فى سورة آل عمران تفسير قوله تعالى { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَالتَّورَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيرِ بِإِذنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونَ طَيْراً بِإِذنِى وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذنِى وإِذ تُخْرِجُ المَوْتَى بِإِذنِى } ذلك قراءة نافع ويعقوب ، وقرأ غيرهما فتكون طيراً . { وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَنْكَ } يعنى اليهود حين هموا بقتله . { إِذْ جِئْتَهُم } متعلق بكففت لأنهم قصدوا قتله حين جاءهم بالبينات ، فحين اذ كفهم عنه . { بِالبَيِّنَاتِ } المراد جنس البينات ، وقيل ما ذكر فى الآية من المعجزات فتكون للعهد الذكرى . { فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا } أى ما الذى جئت به . { إِلا سِحْرٌ مُّبِينٌ } وقرأ حمزة والكسائى الا ساحر مبين ، فالاشارة فى قراءتها الى عيسى عليه السلام ، ولما أوحى الله الى عيسى عليه السلام { يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى } الخ كان يلبس الشعر ويأكل الشجر ، ولا يدخر لغد ، ويقول مع كل يوم رزقه ، ولا بيت له يخرب ، ولا ولد يموت ، أين ما أمسى بات .