Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 65-65)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ آمَنُوا } بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به . { وَاتَّقَوْا } تلك المعاصى التى ذكرها الله عز وجل عنهم وغيرها . { لَكَفَّرْنَا عَنهُمْ سَيِّئَاتِهِم } الكبائر والصغائر محوناها عنهم ، ولم نعاقبهم بها . { وَلأَدْخَلنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ } دلت الآية أن أهل الكتاب مشركون اذ كان يكفر عنهم سيئاتهم بالايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك ما هم عيه ، ودلت أن الاسلام يجب ما قبله ، وأن أهل الكتاب لو عملوا ما عملوا من الصالحات ، لا يدخلون الجنة حتى يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه مبعوث الى الناس كلهم ، كما قال الله تعالى { ليكون للعالمين نذيراً } وقيل المراد بأهل الكتاب من كان منهم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن المراد آمنوا بالله وبكتبهم ورسلهم ، وبما فى كتبهم من رسالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابه ، وانما بشرط التقوى ، لأنه من آمن وفى قلبه أن يصر على المعاصى التى كان يفعلها فى الشرك ، لم يدخل الجنة ، ولم تكفر سيئاته ، ومن آمن وفى قلبه أن ينقطع عن ذلك فله الجنة ، ولو مات قبل أن يعمل عملا صالحاً بأن مات قبل أن يجىء وقت الفرض ، وان ترك فرضاً ، أو بعد ذنب وأصر عليه هلك . روى أن الحسن البصرى اجتمع فى جنازة مع الفرزدق وهو من الشعراء ، فقال له الحسن ما أعددت لهذا اليوم ، أو قال لهذا المقام ، فقال شهادة أن لا إله إلا الله ، وكذا وكذا سنة يظن أن كلمة الشهادة تغنى وحدها ، فقال له الحسن البصرى هذا العمود وأين الاطباب ، أى لا ينتفع بها وحدها من دون باقى الاسلام ، كما لا ينتفع بعمود الخيمة دون اطنابها ، وقد صدق .