Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 7-7)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَاذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم } لا تنسوا ما أنعم الله عليكم به ، أى لا تغفلوا عن ذكره ، أو لا تحتقروه فتنسوه ، وفى نسيانه عدم شكره فتهلكوا ، والمراد نعمة الدين والدنيا ، وفى الشكر المزيد ودخول الجنة ، وعليكم حال من نعمة أو متعلق بنعمة ، لدلالة لفظ نعمة على الانعام بكسر الهمزة ، ولو كان نعمة بمعنى الأشياء المنعم بها ، ووجه على أن النعم متجللة علينا ، مستعلية علينا ، ونحن مغمورون فيها والحمد لله . { وَمِيثَاقَهُ الَّذِى وَاثَقَكُم بِهِ } استوثق به منكم واستوثقتم به منه . { إِذ قُلْتُم سَمِعْنَا } قولك يا رسول الله بآذاننا سماع ، قبول بقلوبنا . { وَأطَعْنَا } أطعناك فيما تأمر به أو تنهى عنه يا رسول الله ، والهاء فى ميثاقه ، والضمير فى واتق الله تعالى ، والميثاق هو الميثاق الذى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين حين بايعوه على السمع والطاعة ، فى حال العسر واليسر ، والمنشط والمكروه ، ففى صحيح الربيع على شرطه ، عن عبادة بن الصامت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فى اليسر والعسر ، والمكروه والمنشط ، ولا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول الحق ونقوم بالحق حيث ما كنا ، ولا نخاف فى الله لومة لائم ، وهذا بمعنى عند العقبة ، ومضى ذكر ذلك ، أو أراد مطلق قول المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمعنا وأطعنا ، ومطلق تواثقهم معه معنى ولفظاً ، ومعنى أو أراد بيعة الرضوان فى الحديبية تحت الشجرة . وعلى كل فسمى الله جل وعلا ميثاق رسوله صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين ميثاقاً له تعالى معهم ، لأنهم بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الله تعالى ، فانما بايع لله جل وعلا ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله ، وقيل المراد الميثاق الذى أخذ على الخلق يوم أخرجهم من آدم كالذر ، وقال { ألست بربكم } وهو قول مجاهد ، والأوجه الأولى أليق بسياق الآية وهن للجمهور . { وَاتَقُوا اللهَ } فى نقض الميثاق ونسيان النعم . { إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ } بالأمور التى فى الصدور ، ولم ينطق بها لسان كعلمه بما نطق به اللسان سواء ، فمن قال تفاوت علمه فى ذلك أشرك فهو يجازى على ما أظهر وعلى ما أخفى من خير وشر .