Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 8-8)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ } بحقه من عمل ما أمر بعمله ، وترك ما نهى عن فعله ، طلباً لرضاه ومنه ، والقضاء بالحق ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وتعليم الدين لمن جهل ، والولاية والبراءة فى الأشخاص ، والحملة وأنواع الجمل ، واجلال الله ظاهراً وباطناً . { شُهَدَاءَ بِالقِسطِ } بالعدل ، لا تكتموا شهادة تنفع عدوكم ، أو تضر صديقكم ، ولا تشهدوا لصديقكم أو على عدوكم زوراً ، وشهداء خبر ثان للكون ، أو حال من المستتر فى قوامين . { وَلايَجرِمَنَّكُم شَنَئَانُ قَومٍ } لا يحملنكم بغضكم قوماً أو بغض قوم اياكم والأولى أولى كما مر . { عَلَى أَلا تَعدِلُوا } على ترك العدل فيهم للبغض ، مثل أن تقضوا على المشركين بالجور ، أو تشهدوا عليهم بالزور ، أو تقذفوهم أو تمثلوا بهم بعد القتل أو قبلهم اذا قبضتم عليهم الا قصاصاً ، ومثل قتل نساء الا من قاتل منهن ، وقتل الصبية ونقض عهد تشفياً لغيظ قلوبكم ، فذلك خروج عن التقوى ودين الله ، ومتابعة للهوى ، ولو عاملتم به المشرك فكيف من يعامل المؤمن . { اعدِلُوا } للقريب والبعيد ، والصديق والعدو . { هُوَ } أى العدل المعلوم من لفظ اعدلوا . { أَقرَبُ لِلتَّقوَى } أقرب للتقوى التى هى أكمل تقوى ، أو الى جنس التقوى ، فمعنى قربه منها فى هذا الوجه أنها من جنسه ، أو أقرب أليق ، كرر ذكر ولا يجرمنكم تأكيداً وليرتب عليه اعدلوا هو أقرب للتقوى ، كمن قال لخادمه اسقنى ، ثم جرى كلام ، فقال اسقنى فانى عطشان ، والله علم وحقيق بما يزيد الغيظ أن يكرر لضعف الانسان وعظم أمر الغيظ أو الأول فى مشركى العرب حين صدوا المسلمين فى الحديبية ، وهذا فى اليهود . { واتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ } كذلك كرر الأمر بالتقوى تأكيداً ، ولشدة صولة الغيظ ، ولأن الأولى فى الميثاق بلا غيظ ، وهذه فى الغيظ مع اليهود ، وكرر العلم كذلك ، لأن الأول بذات الصدور ، والثانى بما يعملون بجوارحهم ، أو لأن الثانى أعم للقلب والجوارح ، لأنه يعمل بالقلب كالجوارح ، وذلك لفظ وأما بالحقيقة فالعلم بذات الصدور يوجب العلم بذات الجوارح .