Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 116-116)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإنْ تُطعِ أكْثر مَنْ فى الأرْضِ يَضلُّوك عَنْ سَبيلِ اللهِ } أكثر أهل الأرض فى الدنيا جميعا حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركون ضالون ، والمشرك والضال لا يدعو إلى رشاد فى الدين ، بل يضلون من أطاعهم فى أمر الأصنام والبعث ونحو ذلك من الأصول والفروع ، كما وجد قريشاً يعبدون الأصنام ، وينكرون البعث ، ويحرمون السائبة والوصيلة والحامى والبحيرة ، ويحلون الميتة ، ويقولون لم حرَّمت ما قتل الله وحللت ما قتلت ؟ ويقولون الملائكة بنات الله ، ووجد أهل الكتاب يقولون عزير ابن الله ، والمسيح ابن الله ، ويصوبون من كفر من آبائهم ، ويرضون فعله ، فلا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أطاعهم فى اعتقاد أو عمل لأضلوه ، وإن لم يتحرز منهم خاف أن يوقعوه فى ضلال ، وسواء فى الوجهين أن يضلوه بما دانوا به من ضلال ، أو بما جهلوا ، أو بما تبعوا فيه هواهم { إنْ يتَّبعُون إلاَّ الظنَّ } هو ظنهم أن آباءهم كانوا على الحق ، فهو تمسك بتقليد ، ويجوز أن يراد بالظن الديانة الفاسدة التى اعتقدوها صواباً لجهلهم ، قيل نزلت { وإن تطع أكثر } الآيات إلى { المشركين } فى جملة الأنعام جواباً لقولهم تأكل يا محمد بسكينك ، وتترك ما قتل الله وأنت تعبده . { وإنْ هُم } ما هم { إلاَّ يخْرصُونَ } يحزرون أنهم على الحق كما يحزر التمر على النخل ، فقد يكون كما حزر أو أقل أو أكثر ، فكل ما يقولون إنما هو تحزير وتقدير ، فتمسك بما أنت عليه ولا تتبعهم ، وقيل المعنى ما هم إلا يكذبون على الله فيما ينسبون إليه من ولد وتحليل وتحريم ، ولم يكن كذلك .