Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 120-120)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وذَرُوا } عطف على كلوا داخل فى تسببه ، أو معترض بين كلوا أو لا تأكلوا { ظَاهِر الإثْم وباطِنهُ } اتركوا الإثم كله ، والإثم الذنب شرك أو كبيرة أو صغيرة ، وظاهر الإثم ما كان على اللسان متحركاً به ، ولو لم يسمع أحد ، ولو لم يكن هناك إنسان ، لكن لا يخلو من الملك والجن ، وما كان على الجوارح ، ولو لم يحضر أحد كذلك ، فإن الظاهر من الأشياء ما برز حتى أنه لو كان أحد لأحس به ، فمن خرج من بيته سمى ظاهراً منه ولو لم يره أحد ، وباطنه ما كان فى القلب ، ووجه آخر ظاهر الإثم ما يعلم أنه ذنب ، وباطنه ما لا يعلم أنه ذنب إلا بتدقيق النظر كدسائس النفس والشيطان ، فكم معصية فى صورة مباح أو طاعة ، هذان ما ظهر من الوجوه بالتأمل . وأما بالنقل فقال سعيد بن جبير الظاهر تزوج ما لا يحل تزوجه ، والباطن الزنى بمن لا يحل تزوجه ، أو بمن يحل ، وقال السدى الظاهر الزنى بمن شهرن للزنى ، والباطن اتخاذ الصاحبة للزنى سراً ، ومثله للضحاك قائلا كانوا فى الجاهلية يرون الزنى سراً حلالا ، فحرم الله سره وعلانيته ، وعن ابن زيد الظاهر التعرى فى الطواف ، والباطن الزنى ، وقال الكلبى الظاهر تعرى الرجل فيه نهاراً ، والمرأة ليلا ، وكانوا يفعلون ذلك ، وقيل الظاهر فعل الذنب ولو فى القلب أو سرا ، والباطن تركه خوفاً من الناس لا من الله . { إنَّ الذِينَ يكسبُون الإثْم } ويصرّون عليه ولو صغيراً { سيُجْزون } فى الآخرة { بما كانُوا يقْتَرفُون } يكسبون فى الدنيا من الإثم .