Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 131-131)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذلك } المذكور من بعث الرسل مع عقاب من لم يتبعهم { أنْ لَم يكُن ربُّكَ مُهلك القُوى بظُلمٍ } أن مصدرية مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ، والجملة بعدها خبرها ويقدر قبلها لام التعليل ، ويعلق بمحذوف خبر لمبتدأ الذى هو لفظ ذلك ، أى ذلك ثابت لأنه لم يكن ربك مهلك أهل القوى بظلم لا يهلكهم بإرسال رسل إليهم ولو أهلكهم بدون إرسالهم لكن ظلماً والله منزه عن الظلم لا يظلم ، ولا يجوز فى صفته ، وكذلك لو اتبعوا الرسل وأهلكهم مع ذلك لكان ذلك ظلما حاشاه ، ويجوز كون ذلك خبراً لمحذوف ، أى الأمر ذلك وإن لم يكن بدل من فيكن ، فلا تقدر اللام والباء متعلق بمهلك لا يهلكهم بظلم منه لهم ، أو بمحذوف حال من ربك أو من المستتر فى مهلك أو من القرى ، ملتبسا بظلم منه أو ملتبسة بظلم واقع عليها منه تعالى ، وهى للإلصاق المجاز أو بمعنى مع . { وأهْلها غَافلُون } عن الشريعة خالون منها لعدم إرسال الرسل ، والجملة حال أيضا ، وصاحبها صاحب الحال الأول ، وهى من حيث المعنى مؤكدة ، لأن إهلاكهم بظلم هو إهلاكهم حال خلوهم من الرسالة ، وإهلاكهم حال خلوم هو الظلم المذكور ، وذلك أن تفاصيل الشريعة لا تدرك إلا بالرسل ، بخلاف معرفة الله ، فإن العقاب على تركها ولو بلا إرسال للرسل ، وإذا جعلنا بظلم حالا جاز كون الجملة حالا من المستكن فيه ، وأنت خبير أن الظلم فى الآية مسند على طريق النفى إلى الله تعالى وهو قول الفراء ، ويجوز أن يكون المراد ظلما منهم وهو ذنوبهم ، وهو قول الجمهور فتتعلق بمهلك لا غيره ، فكون الباء للسببية فالمعنى لم يكن ربك مهلك أهل القرى بسبب ظلمهم ، أى ذنوبهم ، والحال أن أهلها غافلون عن الشريعة ، خالون عنها لعدم الإرسال إليهم . وعلى هذا فهذه الجملة حال غير مؤكدة ، وأنت خبير بتقدير المضاف ، أى مهلك أهل القرى ، ولما حذف لم يقل وهم غافلون ، ويجوز أن لا يقدر بأن يراد بإهلاك القرى تعطيلها وتخريبها ، ويدل هذا على إهلاك أهلها أيضا ، لأن خرابها بذهاب أهلها ، ولا أعرف أنّ أنْ خفيفة مصدرية لا اسم لها ولا خبرها قبل لم وغيرها مما بعدها فيه مخففة مصدرية ، وهنا أجاز القاضى كونها مصدرية خفيفة لا اسم لها ولا خبر ، وأنها التى تدخل على المضارع وتنصبه ، لم تنصب هنا لأنها لم تدخل عليه كما لا نصب لها إذا دخلت على الماضى نحو إن كان ذا حال ، فعلى هذا يكون المعنى لانتفاء كون ربك مهلك القرى بظلم ، وعلى أنها مخففة يكون المعنى ذلك لكون الشأن عدم كون ربك مهلك القوى بظلم .