Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 143-143)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثَمانيةَ أزْواجٍ } بدل من حمولة ، وفرشا ، بدل مطابق إذا قلنا إن الأنعام لا تطلق على غير هذه الثمانية ، وإن الحمولة والفرش لا تخرج عنها ، أو مفعول به لكلوا ، فتكون جملة ولا تتبعوا خطوات الشيطان معترضة ، وعلى الأول وهو الراجح يكون ، وغيره مما يأتى مفعول كلوا محذوفاً أى كلوا ما شئتم وحل لكم مما رزقكم الله ، أو مفعول لكلوا محذوفا دل عليه المذكور ، أو حال من ما أى كلوا منه حال كونه متعدداً مختلفا لا قليلا تضيقون عنه ولا شيئا واحداً تسيمونه ، والزوج أحد كل شيئين مقترنين ، فاثنان زوجان ، والواحد زوج ، وإطلاق الزوج على اثنين لغة ضعيفة ، وقيل تحريف ، ولو كان الزوج اثنين فى الآية لكان الحاصل ستة عشر ، وإنما الحاصل ثمانية كما ذكر الله ، الذكر والأنثى من كل نوع من الأنواع الأربعة من الأنعام ، والذكر زوج ، والأنثى زوج أيضا بلا تاء ، وورد الأنثى أيضا بالتاء قليلا فى غير القرآن . { مِنَ الضَّأنِ اثْنيْن } كبش أو نعجة ، والضأن صاحب الصوف من الغنم ، ومن الضأن حال من اثنين ، واثنين بدل من ثمانية بدل مطابق باعتبار ما يعطف بعد أيضا ، أو مفعول لأنشأ محذوفا يتعلق به من الضأن ، والضأن جمع ضائن كصاحب وصحب ، وتاجر وتجر ، والمشهور فى هذا ونحوه أنه اسم جمع ، ويقال أيضا ، ضائبة وضأن ، وتاجرة وتجر ، وصاحبة وصحب ، وقيل الضأن اسم جنس يطلق ولو على الواحد ، وقرئ بفتح همزة ضأن جمع ضائن كخادم وخدم ، وحارس وحرس بفتح أوائلهن ، وقرئ اثنان على لغة قصر المثنى فهو منصوب ، أو على أنه مبتدأ خبره من الضأن . { ومِنَ المَعز اثْنيْن } ذكر ويسمى التيس ، وأنثى وتسمى العنز ، والمعز ما له شعر من الغنم ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب بفتح العين جمع ماعز ، واسم جمع كصاحب وصحب ، وقرأ ابى المعزى جمع ماعز أو اسم جمع كبيت العروض لامرئ القيس @ إذا ما لم تكن إبل فمعزى كأن قرون جلتها العصى @@ { ومن المعز اثنين } وقوله { ومن الإبل اثنين } وقوله { ومن البقر اثنين } كإعراب قوله { من الضأن اثنين } لكن بالعطف عليه لا بتقدير عامل . { قُل آالذَّكريْن حَرَّم أم الأنثيَيْن } قل يا محمد لهم إنكاراً وتوبيخاً أحرَّم الله الذكرين ذكر الضأن وذكر المعز ، أم حرم الانثيين أنثى الضأن وأنثى المعز ، وقدم المفعول للحصر ، وكذا فى قوله بعد { قل آ الذكرين } . { أمَّا اشْتَملت عَليه أرْحامُ الأُنثَيَيْن } أنثى الضأن وأنثى المعز ، أى أحرم الله الذكرين فقط الكبش والتيس ، أم الأنثيين فقط النعجة والعنزة ، أو حرم جميع ما يكون فى رحم النعجة من نعجة وكبش ، وما يكون فى رحم العنزة من عنزة وتيس ، لا تجدون الله حرم شيئا من ذلكم ، سواء أكان على صفة ما تجعلونه بحيرة أو سائبة أو وصيلة أو حامياً أو لم يكن ، وسواء جعلتموه نصيبا للأصنام وكفرتم بذلك أم لم تجعلوه ، فما تحريم ذلك إلا من عندكم تبعا لعدوكم الشيطان ، فإن كان فى تحريم ذلك وحى من الله أو حجة عقل صحيح فهاتوه ، فإن الصنم لا بنفع ولا يضر ، وليس ما تجعلونه نحو بحيرة مستوحيا لذلك ، وإنما هو مسخر للانتفاع ، ولذلك خلقه الله بلا حد يحده كما قال { نبِّئُونى } أى أخبرونى { بعلْم } صحيح فى تحريمهن ، أى بأمر معلوم الصحة ، أو بما يعد علماً لا جهلا { إنْ كُنتم صادِقِينَ } فى قولكم إنها محرمة ، أو قولكم إن الله حرمهن .